الانتخابات الرئاسية.. الراية فقط لمن يستحقها

الوحدة : 25-5-2021

أحمر خضابه دم الشهداء زرعوا أجسادهم سدرة لمنتهى الوطن.. أبيض صاغته قلوب أقسمت بشغاف المهج أن يكون الوطن سالماً منعّماً وغانماً مكرّماً..

أسود لملمته أحداق عيون سوّرت حدود الوطن بأهدابها وناظرت أفق عزِّ لا حدود له.. أخضر لوّنت نجومه أياد امتهنت صنعة المِعوَل والزناد فشيّدت بروج العلا

في ربوع الشآم.

هكذا هي راية الوطن أمانة كأمانة الإله تأبى الجبال حملها لو عرضت عليها ومن يتصدى لحملها يجب أن يكون أثبت من الراسيات وأشمخ من مواطن الصقور في العاليات لأنها راية تختلف عن بقية الرايات واستحقاق حمْلها يتفرد عن غيره من الاستحقاقات، هذه الراية يتكالب عليها شذّاذ الآفاق اجتمعوا من كل أصقاع الأرض يريدون تمزيقها، هذه الراية يتحفز ضباع الجنوب لإسقاطها ويسيل لعاب ثعالب الشمال لابتلاعها بينما يستجر رعاة البقر قواهم وقوى أذنابهم للنيل منها، ومن خلفهم الأفاعي في غياهب الرمال أنشبت رؤوسها ونفثت سمومها ولعنة زيتها تريد حرق الراية بما ومن تحت ظلها.

هذا بالإضافة إلى علق الفساد في الداخل يريد لو استطاع امتصاص نخاع عظام الملتفين حول رايته!

رايةٌ كهذه الراية وأمانةٌ بهذا الثقل لا يستحق حملها إلا ثقال الرجال وعظماء القادة، رايةٌ كهذه الراية لا يستحق أن يحملها ويتصدى لعبء أمانتها إلا قائد امتهن تذليل الصعاب واحترف الوقوف شامخاً حتى لو كان وحيداً، هذه الراية كانت منذ تشرين التحرير وحتى هذه اللحظة رمزاً للصمود والمقاومة وعَلماً من أعلام صفّ العروبة الأول، هذه الراية هي راية الكرامة المرفوعة في زمن التدافع نحو الانبطاح والاستسلام للذل والهوان ولا يستحق عبء حَملها إلا من كان جديراً بالكرامة واستحقاقها.

اليوم يجدد السوريون استحقاق تحميل الراية لمن يستحقها، اليوم يقرّر السوريون كيفية متابعة المسيرة بعد حرب استنفذت البشر والحجر، اليوم يسلّم السوريون رايتهم المجبولة بدمائهم وقلوبهم وعيونهم وأياديهم إلى من يستحق حمل أمانة الدماء والقلوب والعيون والأيادي، إلى من يستمرأ الصمود عادةً، إلى القادر على الوقوف في وجه الطامع، إلى من يعوّل عليه محاربة الفساد والفاسد، إلى من يضمن وحدة الوطن شعباً وأرضاً، إلى من يردّ الصاع صاعين، إلى من يضع كل ذرة من تراب الوطن في القلب قبل العين.

اليوم يسلّم السوريون راية وطنهم…. فقط إلى من يستحقها.

شروق ديب ضاهر

تصفح المزيد..
آخر الأخبار