الوحدة 18-5-2021
لو كان الفقرُ امرأةً لقتلتُ نفسي.. قالها ومضى إلى يومٍ آخر
هذا اليوم: سمع بكاء طفلٍ, فانتفض مثل سحابة لامسها البرق وقال: لو أنَّ الطفل يضحك, لكنت أسعد من عربةٍ ربيعيَّةٍ يجرُّها شلَّال!
انتقل بكاء الطفل إليه, فيما النَّهار ما زال ثقيلاً بساعاته, وثمَّة صدى يضغط على حنجرته, تساءل بارتباك: أمعقولٌ أنْ أستمر في بكائي مثل طفل؟!
كلّ ذلك لأنني حاولتُ مَسْحَ وقع أقدامي من على حافَّة العمر, ففقدتُ ذاكرتي وأشيائي, ولم يبق منها سوى طفولة ومعطف بكاء.
من حينها تمَّ التّخلي عني, كما يتخلّى النهَّر عن مائه
لا لشيء سوى ذلك اليوم الذي أراد أن يستبدل نفسه معي, وقد نسي أنَّ فوق كل قطرة مطرٍ, غيمةٌ صغيرةٌ تتبعها وتسير معها بثوب طفلٍ.
سمير عوض