الوحدة : 14-5-2021
أحبُ الطريق..
منذُ أخذتِني إليه..
ومن لا يُحب.. يجنُ.. ويموت..
إني أحبكِ.. لأبقى حيٌّاً..
كي لا أموت..
كي لا نبقَ أحياءَ..
منذُ افترقنا..
ونسينا.. أن هذا الحبُ.. بدايتنا. ونهايتنا..
وتفاصيلُ.. حياتنا..
نظرةً.. بنظرة..
ضحكنا.. بكينا..
على قريةٍ.. لم ترى وجعنا..
ولا ترانا..
سأعبرُ..
جئتُ إليكِ..
منذُ أن تعلمتُ الصبر..
واختزنتُ حبكِ في قلبي.. أبد الدهر..
جئتكِ..
منذُ أن طال البلدُ الحقد والكفر..
من قبلِ أن يولدَ الشعر…
من بعد أن عشتُ سنيناً.
وأنا حرّ..
إني قادمٌ إليكِ.. كصحوِ الفجر..
ومنذُ أن التقينا..
وأنا في حالةٍ من ضياع..
وأنا أستمعُ للمذياعِ..
عن حالات الحبِ والدمار..
عن حالات الطقس وتشكل الإعصار..
لا يتكلمون عن حالتنا..
لا يستمعون لهدير بحرنا..
يُحرفون كلامنا.. فلا أنتِ تفهمين.. ولا أنا أنسى..
وها أنتِ تختفين.. كقمرٍ بين الغيم..
والغيابُ..
ومن انتظارِ عاشقٍ..
لحظة الانكسار..
هنا.. قريتنا التي جمعتنا..
يأتي إلينا الشتاءُ..
نذهبُ إليه كمُشردين.. يتسولانِ على الطرقاتِ..
يعبرانِ إلى الحبُ..
والحبُ من سرابٍ..
وقِلة الحوار..
فإن قلتُ إني أحبكِ..
قلتُ كلاماً جميلا..
وقلتُ كلاماً.. باهتاً..
كضجيجِ المقاهي..
يأخذُ كلٌّ منا طريقه..
لهكذا..
أمزقُ صوتي.. مرة بيدي.. ومرةً بالقصيدة..
ثِمةَ خوفٌ من النسيان..
ومرضٌ أصابَ.. الذاكرة..
خُذني.. كما تأخذُ الشمسُ نهارها..
وابتعد..
ابتعد..
×××
هل نلتقي.. أم أنتِ حاضرة..
غائبةٌ.. غائبةٌ..
أنتِ الياسمينُ.. يا أيها الليلُ العربي المُلخص
بالوحدةِ.. والعزلة التي امتزجت بوجع العُشاق..
بين السهرِ.. بين الصراخ..
وكنتُ تماديتُ فيها.. لكنهم ضحكوا..
وها نحنُ.. والوطنُ..
فارمي ذراعيكِ حولي..
أنتِ على عجلٍ.. وأنا على صبرٍ..
وأنا اللقاءُ..
أسميكِ إدماناً..
أسمي قلبي الرغد..
أو جسدي المُقعَد..
وإن المسافة لعينيكِ عمياءُ..
والصبحُ يفتحُ عينيه..
يأخذني..
عينيكِ نبضٌ.. نبضٌ يجيئُ.. نبضٌ لا يرحلُ..
نبضٌ يعذبنا.. بالآه..
وأنتِ ترسمين طريقاً إلى الضياع…
أودُ لو أبكي..
لماذا؟! ..
لأن الليل يبكي..
وبي رغبةٌ.. لا تُقاوم..
خذني إلى حضنك المحصن بالدفء..
إلى أعلى قمة في شعرك الغمامي..
واتركني حيثُ أموتُ.. انبهاراً..
كأني سوف أبكي..
كأني أبكي..
تقول..
كفى..
سوفَ أبكي كشلالٍ من عيون..
فأنا حزينة..
أودُ لو أني أخلعُ روحي.. وعمري..
وأعودُ صغيراً..
لأحزنَ.. وأحزن..
ستحزنُ إذاً.. فاجعٌ.. فاجع.. يا حزن الرجال..
لأني محميةٌ بدار.. الحقد..
مهدورةً بالسجنِ الأحلامُ..
مغدورةً عيوني بين حُسنِ الصبايا..
أتدرين..
هذا قلبٌ من خراب..
وهذا حبٌ.. حِفنَةُ تراب..
×××
تحدثْ قليلاً..
تحدثتُ كثيراً..
ماذا تقولينَ أنتِ..؟!
سأقولُ أني بدونكَ سأبقى وحيدة..
وإني أحبُ قصيدتكَ.. والسهر..
وأحبُ هذا المكان..
أرغبُ في..
لو أستطيعُ أن أُقَبِلكَ الآن.. لكن!..
وإن الذي أخرج القلب من الضياع..
ذات صباح بارد..
كانت نظرة…
وماذا إذاً..
إني أخافُ عليكَ من المجرمين..
وأخشى أبي..
وإني أحدقُ في الضباب من زمن حبكَ الحقيقي..
إني خائفة..
وأدعوكَ لِتُطَمأنّي..
إني قلبي ضائعٌ بين وهم المستقبل..
وبين الحنينُ إليكَ..
والخوفِ من الغدِ..
إني متبعثرةٌ بين أحلامي..
وفراقنا..
كبرتُ معكَ عشرين سنة..
تجاوزت بك أهمُ مرحلة..
وإن العيون التي في يدي تهربُ كل مرة..
فأبكي عليكَ..
وأنامُ حالمة..
وأخشى أن أستيقظ بدونكَ…
وأخسرُ الحرية..
أخشى عليكَ من امرأةً أخرى..
أخافُ على طفلنا..
الذي سيولدُ بعيداً عنا..
ويموتُ من الوحدةِ.. وشقاءُ الطفولة..
سأدعوكَ لشربِ القهوة هذا المساء..
ونرقص على فرحة اللقاء..
قبلت..
ماذا تنتظرُ إذاً..
لقد حل المساء..
هو الحبُ يأتي إذاً..
هنا الرغدُ بين قوسين..
وحبٌ تحت الحصارِ..
يراوحُ بين القذائفِ.. والضحايا..
تموتُ.. ثم تعيش..
إن أجلت موتها.. أشرقت..
وهي تشهدُ حجم الدمار..
×××
أسألكِ؟..
ماذا تُسمين هذا اللقاء؟
وهذا الوطن؟..
وهذا الذي يحصلُ بيننا؟..
والمساء..
والذي نفعلهُ على الطرقاتِ؟..
والقُبل؟..
ماذا نُسمي الانتظار؟..
والأمل؟..
والكلام الذي لم يُقَلْ؟..
وصمتكِ المُحيّر؟..
والحزن؟..
ماذا نُسمي عمراً لم يأتي؟؟.. ويرحلُ في ذاتهِ؟..
أو يُقيم؟..
ماذا تُسمينَ الذي حصلَ بيننا؟..
والذي لم يحصل؟..
ماذا تُسمينَ هذا الحبُ؟..
وهذه العلاقة؟..
ماذا نُسمي الوطن؟.. والأملُ؟..
والليلُ.. ووجهكِ؟..
خوفٌ يستعجلُ الرحيل..
هي الرغدُ حزينةً.. كهجرة الطيورِ..
من حبٍ فاجئها..
من خذلانٍ في النسيانِ..
هنا الرغدُ.. ليست هنا..
ليست حاضرة..
يردُ الغيابُ..
منتظرةً.. تحت الضباب..
منتظرةً.. تحت الضباب..
منتظرةً.. تحت الضباب..
علي سليمان