الانتخابات الرئاسية.. مشاركة المغتربين خنجر في صدور قوى العدوان والتآمر

الوحدة 11-5-2021

مع اقتراب موعد الاستحقاق الدستوري لانتخابات رئاسة الجمهورية العربية السورية، يعيش المغتربون العرب السوريون في مختلف بلدان الاغتراب، وبكل جوارحهم ودفقات قلوبهم، مع نبضات الوطن في هذا الحدث المصيري المستقبلي، الذي تنعقد عليه الآمال الكبيرة في نهضة وإعمار وازدهار وطنهم الأم سورية.

 وفي سياق هذا الاستحقاق المفصلي الهام، التقت صحيفة (الوحدة) من خلال وسائل التواصل الاجتماعي مع المغترب السوري م. يمان مطره جي من مدينة لاذقية العرب، الذي يعمل مهندساً ميكانيكياً بحرياً، إضافة لكونه باحثاً في تأصيل علم العقيدة ومقارنة الأديان، وهو متنقل منذ نحو عشرين عاماً في دول الاغتراب، ومقيم حالياً في لكسمبورغ (مدينة مستقلة- قرب فرنسا) وقد تجاذبنا معاً أطراف الحديث حول أهمية الاستحقاق الدستوري للانتخابات الرئاسية السورية، فكان الحوار التالي:

– كيف ستتجسد مشاركتك الوطنية بالانتخابات الرئاسية لاختيار من يمثلك من مرشحي رئاسة الجمهورية العربية السورية؟

بالتأكيد، سوف تتجسد مشاركتي بحماسة كبيرة، وذلك بالتوجه منذ ساعات الصباح الباكر يوم الاستحقاق الرئاسي إلى صندوق الاقتراع، وأصطحب معي بعض أصدقائي من الجالية السورية، كي ننتخب ذوي الكفاءة والجدارة والاقتدار على حمل الأمانة، وأداء الرسالة الوطنية والقومية.. لتبقى سورية الوطن الأم شامخة عزيزة حصينة منيعة، وتغدو أكثر استقراراً وأمناً وأماناً وتقدماً وازدهاراً..

فالسياسي الوطني والقومي الناجح، الذي يحافظ على الثوابت والمبادئ الاستراتيجية للوطن والشعب والأمة، هو من ينتخبه صفوة  العقلاء والحكماء، ومعهم الشرفاء من جماهير الوطن كافة، سواء منهم، الذين يعيشون في داخله، أو المقيمين خارجه في دول الاغتراب، لأن السياسة المنهجية الحكيمة، التي تُقاد من خلال فكر ناضج ونقي، وتالياً هي ذاتها تقود فكراً وتديره  لمصلحة بناء الوطن، ونهوضه، وتقدمه.

– ما أهمية دور مشاركة المغتربين السوريين في استحقاق الانتخابات الرئاسية لوطنهم الأم؟

كنا ولا نزال على قناعة ثابتة أن مبدأ المشاركة بالانتخابات، هو حق دستوري لجميع السوريين وواجب وطني عليهم جميعاً.. وهذا الحق والواجب يشمل أيضاً كل مواطن سوري مغترب أصيل بالانتماء لوطنه الأم.

ومن هنا، أدعو جميع المغتربين السوريين الشرفاء، وأحثهم من باب المحبة والوفاء والاخلاص للوطن على ضرورة المشاركة الفعالة، حيثما كانوا في عالم الاغتراب، وذلك بالتوجه يوم الاستحقاق المحدد في الخارج للمغتربين، وهو اليوم العشرون من شهر أيار الجاري، لممارسة دورهم الوطني في مهرجان الفرح الوطني الكبير، لأن عدم المشاركة، أو التردد فيها لأي سببٍ كان، تقدم خدمة بشكل أو بآخر، تصب في مصلحة أولئك الأعداء المتربصين شراً في بلدنا الحبيب.

ولهذا، أؤكد على أن المشاركة الجماهيرية الواسعة والشاملة في هذا الاستحقاق الكبير،  تتجلى أهميتها  ليس فقط من كونها حق دستوري يمارسه أبناء الشعب السوري بكل حرية و ديمقراطية وحسب، بل إنها حاجة ضرورية جداً لبناء مجتمعات سلمية حضارية، وسياسات منهجية متطورة، تستجيب لتطلعات وآمال مستقبل الوطن، ولاسيما مستقبل أبنائه من الأجيال القادمة.

– برأيك، ما الانعكاسات الإيجابية لدور المغتربين السوريين باتساع دائرة مشاركتهم الفعالة يوم الاقتراع على استحقاق الانتخابات الرئاسية السورية؟

علينا كسوريين مغتربين أن نعيش حماسة الحدث المصيري الكبير بالتلاحم الوطني المتناغم مع شعبنا السوري في داخل الوطن، ونسعى معاً إلى رفع نسبة المشاركة الفعالة إلى ذروتها في الانتخابات الرئاسية عبر التصويت على وجه التحديد لمن يرسخ قوة الشعب، ويجسد وحدة الوطن، ويصون الأرض والعرض والكرامة، ويحافظ على السيادة الوطنية لسورية الحرة الأبية.

ولهذا، فإن المشاركة الواسعة بالانتخابات في المغتربات، تأتي أهميتها متلازمة ومتزامنة مع أهميتها الانتخابية داخل الوطن، لأنها خيار استراتيجي لبلادنا الحبيبة سورية، ويضاعف من أهمية قوتها على الصعيدين الداخلي والخارجي معاً، لما تحققه من ضمانة أفضل، وحل أسلم للإصلاح الحقيقي والتطور المنشود، فضلاً عن أنه لا حل، ولا مخرج من مواجهة التحديات الراهنة للواقع السياسي والاقتصادي، الذي تمر به بلادنا، منذ  أكثر من عقد من الزمن، جراء حرب كونية ظالمة، مترافقة مع حصار اقتصادي جائر، سوى بحسم انتصار الخيار الوطني في يوم استحقاق الانتخابات الرئاسية، ليكون بذلك نصراً جديداً يكتبه السوريون، مضافاً إلى ملاحم الانتصارات على الإرهاب، التي حققها بعز وافتخار الجيش العربي السوري البطل.

 لذلك، فكلما زادت نسبة المشاركة بالاقتراع على التصويت بالانتخابات الرئاسية، كلما ضعفت ووهنت وتلاشت أدراج الرياح حجج قوى الهيمنة والعدوان المتهافتين والمتكالبين بوحشية للتدخل بالشأن السوري الداخلي، وسيادته الوطنية، مخالفين بذلك الخروج عن الشرعية والقانون الدولي، الذي يؤكد على عدم التدخل الخارجي بشؤون الدول المستقلة، واحترام سيادتها ووحدة شعبها وأرضها وحدودها.

– ماهي الرسالة المختصرة، التي تود إيصالها للأشقاء المغتربين السوريين عن تلاحمهم مع أشقائهم في داخل الوطن، ليعكسوا بذلك للعالم كله صورة رائعة عن الوفاء الخالص لوطنهم الأم سورية؟  

رسالتي للمغتربين السوريين في جميع أنحاء المعمورة أن يتوجهوا جميعاً إلى مراكز الاقتراع المخصصة لهم في السفارات والقنصليات، لينتخبوا مرشحهم الرئاسي، ولاسيما أن هنالك العديد من الدول المغرضة والجهات المعادية للدولة السورية، الذين يدأبون بمحاولاتهم اليائسة للتقليل من أهمية الانتخابات، وتلفيق الاتهامات المغرضة، وفبركة الشائعات الكاذبة عبر حملات تضليلية وتشويهية بوسائل إعلامهم المختلفة ضد وطننا الأم، مستهدفين من خلال ذلك إلى تمزيق النسيج الاجتماعي السوري، وإثارة الفتن والفوضى والانقسام بين أطياف أبنائه، و التأثير السلبي على وحدة تلاحمهم الوطنية.

ولكن صمود شعبنا الأبي، مع بسالة جيشنا العقائدي وتضحياته الكبيرة للذود عن حمى الوطن، كانا دائماً بالمرصاد الخنجر الطاعن  لصدور المعتدين والحاقدين، والداعمين لمخططاتهم التآمرية العدوانية والإرهابية على مدى التاريخ.

– تحاول دول اليهمنة والعدوان الداعمة للإرهاب التشويش والتقليل من أهمية هذا الاستحقاق الدستوري لسورية، بماذا تردون كمغتربين سوريين في الخارج على عبثية محاولاتهم الخائبة؟

باسمي، وباسم المغتربين السوريين الشرفاء، نقول للدول الداعمة للإرهاب: كفاكم لعباً بالنار، ألم تكتفوا بعبثياتكم بعد، وها قد وصل الإرهاب مرتداً إليكم وعلى بلدانكم؟

 وتلك نتيجة طبيعية وحتمية، تعود مخرجاتها أساساً لأسباب سياساتكم الداعمة والممولة للإرهاب، وشروره العدوانية.

 وهكذا، نجد أن معظم دول الغرب الاستعماري الآن، يتوجسها الشعور الداهم بالخطر الحقيقي المحدق بها، الذي يهدد أمنها ويزعزع استقرارها، وقد رأينا مؤخراً  بشكل جلي منعكسات ذلك على دول منظومة الاتحاد الأوروبي.

 أما سورية الصامدة والمقاومة، فستبقى حرة أبية دائماً، تواصل دروب انتصارات خياراتها الوطنية، التي تهدف بمجملها لمصلحة الشعب السوري، سواء في داخل الوطن، أو خارجه في بلدان الاغتراب كافة، لأنه بالتأكيد صاحب الحق الوحيد حصراً وتحديداً، الذي يقول كلمته المصيرية الحاسمة على الملأ للعالم أجمع، والتي سيعلنها صرخة وفاء للوطن يوم استحقاق الانتخابات الرئاسية، وهو بذلك يرسخ قيم وشيم عهود الوفاء عند السوريين المغتربين، وأصالة انتمائهم الراسخة بالوطن الأم، وهذا ما يتوج موقفاً عنفوانياً صلباً عن السوريين الشرفاء أينما كانوا، يخلد لهم  في سفر التاريخ الوطني في الزمان والمكان، لما يحمله في تضاعيف بلاغة قوته، فصل الخطاب بالرد على قوى التآمر والعدوان: ستبقى سورية مهد الحضارات، وقلعة المقاومة والصمود المنيعة.. عنواناً للشموخ والعزة والكرامة والأصالة والوفاء.

الحسن سلطانة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار