(البكاء دفعة واحدة) للإعلامية رشا النقري

الوحدة:1-5-2021

تمر تفاصيل صغيرة في حياتنا تأخذ في الذاكرة والوجدان حيزاً وتنهمر دفعةً واحدة عندما يعصف بنا الألم، تختصرها كلمة (البكاء دفعة واحدة )، الطفل البكر للإعلامية والكاتبة رشا النقري حمل في أعماقه وجع الحياة، ألم الفراق والحرب والخوف من الحاضر الذي يواجه الموت بالإصرار على تحقيق الحلم، ذلك الحلم الذي تحاصره العتمة.

تقول عن بداية رحلتها في رحاب الكتابة الأدبية: أنا رشا النقري مذيعة في المركز الإذاعي والتلفزيوني بطرطوس من عام ٢٠١٥ عملت  محررة مع بداية العمل عام ٢٠١٣، وأنا حاصلة على شهادة الترجمة في اللغة إنكليزية من جامعة البعث ودبلوم إعلام من الأكاديمية السورية للتدريب والتطوير في دمشق.

دخلت الإعلام عن رغبة وطموح بالعمل كمقدمة برامج، وبقيت وفيةً للحلم حتى غدا واقعاً جميلاً واستطعت أن أحقق بعضاً من  طموحي بالعمل كمذيعة رغم ظروف العمل الصعبة.

 أما رشا الكاتبة  جاءت بمحض الصدفة فحادثة اختطاف أخي في عام ٢٠١١ ومن ثم خالي وبعدها تأكيد خبر استشهادهما ترك حزناً كبيراً في قلبي لم تستطع الدموع  أن تعبر عن  شعوري حينها، فكانت الكتابة تعبيراً عن وجعي، كان ذلك عام ٣٠١٣ بعمر ٢٦ سنة كتبت عبر صفحتي الشخصية مجموعة من  البوستات القصيرة  وكانت صادقة دفعت المتابعين إلى مطالبتي أن أكمل القصة التي لم أدرك أنا ماهي وما أحداثها ولكن تابعت ليلى طريقها بالغابة بناء على رغبة القراء ولأننا نصنع الأمل لم يأكلها الذئب وبعدها كتبت عدة قصص بنفس الطريقة بوستات يومية تحاكي واقع الحرب وتأثيره على حياة الناس، وعندما بدأت العمل الذي حلمت به في التلفزيون توقفت عن الكتابة التي عدّت لها مع سطوة فايروس كورونا على حاضرنا وحياتنا، وجاءت فكرة نشر الكتاب البكاء دفعة واحدة توثيقا لما مررنا به من مشاعر  حزن وألم وخوف، أما أحلامي  فهي كبيرة في عملي الإعلامي والكتابة جزء كبير منها.

ليلى أضاعت في الغابة مخاوفها التي حملتها من المدن البعيدة واستطاعت أن تصل إلى برّ الأمان إلى نهاية ربما  صارت واضحة أكثر.

رسالتي وصلت دفعة واحدة نعم بما تحمله أول الحرب عام ٢٠١١ من مشاعر فقد وخوف على المستقبل وصدمة بالواقع ولربما هي أحاسيس ومشاعر تتقاطع مع أثار جائحة كورونا النفسية فالبكاء دفعة واحدة مجموعة مشاعر وأحاسيس كان لابد أن تدوّن حتى يدرك الجيل القادم ما مررنا به.

اخترت الأسلوب المباشر ربما كان سببه الوسيلة التي أنشر من خلالها كتاباتي وهي مواقع إلكترونية وصالونات أدبية، وعبر صفحتي على  الفيس بوك الذي يحتاج الاختصار، فالناس في هذا العصر ليس لديها الوقت لقراءة النصوص الطويلة فدقائق القراءة ربما تكون في وسيلة نقل أو انتظار في عيادة طبيب.

عملي في الإعلام لا ينفصل عن الأدب فنحن قرأنا لكتّاب توازت موهبتهم بالكتابة مع مزاولة مهنة الصحافة منهم الراحل الكاتب حنا مينا.

وكذلك لا يمكن أن نتجاهل تفاصيل العمل الإعلامي الذي يأتي بهموم الناس ويحاكي قضياهم وهذا يعطي مخزوناً كبيراً ورغبة في إيصال أفكارهم من خلال الأدب لما فيه من حرية شخصية يتمتع فيها الكاتب على خلاف المادة الإعلامية التي تخضع إلى شروط الوسيلة الإعلامية.

نعم سأبقى أمشي في طريقي بعيداً عن الذاكرة فكثرة الذكريات تقول إننا في مرحلة الشيخوخة وأنا أرفض ذلك لأن روحي متجددة، وإن كان البكاء دفعة واحدة هي الخطوة لكن خطوة النشر جعلت البكاء في قلبي فرحاً لا حزناً.

زينة وجيه هاشم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار