أطفالنا.. ولمحـات من إبداعهم ومواهبهم

الوحدة: 28-4-2021

 

 

 

هي تلك الصفحات البيضاء التي لم تبدأ الكتابة فيها بعد، لذلك فإن هذا النقاء الطفولي يحتاج إلى عناية فائقة من أجل تنمية قدراته ورعايتها وإرشادها إلى الطريق الأمثل. ومن هذه الأرضية تُطرح الكيفية التي يمكن بها اكتشاف المواهب لدى الأطفال في سن مبكرة، وأفضل السبل لتنمية تلك المواهب ، كما يندرج سؤالٌ آخر هام يساعدنا في استثمار هذه الامكانات والمواهب: هل يمكن صناعة الموهبة لدى الأطفال أم أنها لمحات شفافة تنساب من خلال تعابيرهم وأحاسيسهم وانفعالاتهم؟ فكثيراً ما يفاجئنا أطفالٌ نلتقيهم في الحياة، أو على صفحات جريدتنا باهتمامات وهوايات متنوعة، ومنها ما هو فريد وملفت، ونفرد في هذه السطور المجال لكوكبة من هؤلاء المميزين للحديث عن مواهبهم , فكانتْ هذه الومضات الجميلة: سلاف معلا – متفوقة في الصف السادس، وتحب تنظيم وقتها ، عن هوايتها تقول سلاف : أحبّ الرسمَ منذ نعومة أظفاري  تعلّمتُ أصوله وقواعده الأساسية من خلال الدورات التي يقيمها المركز الثقافي والمكتبة العمومية للأطفال، وكذلك في مرسم التشكيل والفنون، حيث تعرفتُ أكثر على الألوان المائية والزيتية وطريقة مزجها، وعلى التظليل والأبعاد.. أيضاً أحب اللغة الانكليزية والغناء وبالأخص لفيروز، والمطالعة في القاعة المخصصة للأطفال في المركز الثقافي باللاذقية. 

نورس سلمان، عالم تقني مهني منذ صغره، هو في الصف السابع، متفوق في الرياضيات والعربي والعلوم يقول نورس عن هواياته: الالكترونيات، تأتي بالدرجة الأولى، وعلى اليوتيوب أتابع تصنيع الألعاب الالكترونية، وأحاول تقليدها وتنفيذ نماذج منها، وفق الخطوات المطلوبة، وقمت بتصميم عدة أجهزة، وكل ذلك بإشراف وتشجيع من والدي، أهتم أيضاً ببرامج الصيانة، الالكترونيات– ريسيفر– موبايل– تقنيات وبداية برمجيات.. أحب أيضاً الموسيقا وتابعت دورة على آلة الأورغ، والرياضة وبرامجها، لكن هاجسي الأكبر الالكترونيات وطموحي المتابعة في هذا المجال كمهندس الكترون.

نايا اسطفان، عمرها 9 سنوات لكنها تتجاوز عمرها، طاقة من الحركة والنشاط والذكاء، موهوبة في مجالات عديدة فهي تعزف على آلة البيانو، ومن بين أصابعها تنطلق المعزوفات بطريقة ساحرة، أما عن هواياتها الأخرى، فتضيف نايا: أحب رقص الباليه، وأتابع تدريباتي في مدرسة خاصة لتعليمه، أرقص الباليه ورقصة التاتش والفالس، وأهتم باللغات (عربي– انكليزي– روسي ).. أيضاً أحب الرسم وعندي لوحات رسمت فيها المناظر الطبيعية الجميلة، وأيضاً تصميم بعض الأشكال بورق الأشغال، لكن نايا تريد أن تصبح مهندسة كوالدتها.

 بهدوء الفنان الواثق من أدواته ومن خياله، يتحدّث  وسيم أحمد، الصف السابع عن تجربته في مجال النحت والرسم، تعلّمَ المبادئ الأولية في مرسم خاص، وله معارض ومشاركات هامة، وسيم يقف أمام الصلصال، ويبدأ بأدواتٍ معدنيةٍ خاصة، على تشكيل الكتل والتماثيل، و يتمنى وسيم أنْ يصبح طبيباً جرّاحاً، كما يحبّ التمثيل.

في أحد نوادي الفن تعلمت  رندة حايك، الصف السابع، الرسم على الفخار، والرسم الهندسي (خطوط)، والرسم الواقعي (المنحنيات)، ورسم الوجوه .ولديها عدة لوحات عن الوطن وعن النسر السوري، رمز سورية، وتعلمت العزف على آلة الكمان وعلى الصولفيج والمقامات، وستشارك مع فرقة النادي ضمن حفلة فنية، رندة اتبعتْ دورة لغة انكليزية، ونالتْ عليها شهادة تقدير، وستجتهد وتثابر كي تصبحَ (دكتورة أطفال)، لأنها تحب كل أطفال سورية.

بقي للقول: الإبداع رافدٌ للتميّز والطموح وفي رأي بعض التربويين أنّ الموهبة والإبداع ليسا أمراً فطرياً يُخلَقُ مع الطفل وحسب، بل للمجتمع والتربية الدور الأكبر في تشكيلهما وتكوينهما وحسن استثمارهما، فكل إنسان مبدعٌ في جانب ما من جوانب شخصيته، أو على أقل تقدير، به جانب مؤهل للإبداع، ولكن الموهبة التي تكمن في شخصيته تبقى مثل الخامات الثمينة بحاجة لكشف ورعاية وصقل وتهذيب، حتى تغدو لامعةً براقةً مشعّة لكل من حولها.

فدوى مقوص

تصفح المزيد..
آخر الأخبار