التسامح.. نعمة وليس نقمة

الوحدة: 27-4-2021

 

 الإنسان لأخيه الإنسان, والتسامح والعفو من شيم الكرام وفضيلة من الفضائل التي أنعم الله بها على الإنسان لتجعله أكثر شفافية ونقاء وقادراً على تجاوز هفوات الآخرين, وهي مطلب إنساني فردي واجتماعي للحياة بتوادد وصفاء وتمني الخير والسعادة للجميع وتجاوز المنغصات والمكدرات ليكون الإنسان متسامحاً طيباً وقبول الآخر حين ينتقده أو يعبر عن آراء مختلفة أو مخالفة.. يقول الفيلسوف الإسباني فرناندوسافاتي: (التسامح يعني قبول أنه ينبغي العيش مع أشياء يكرهها المرء, ورفض إقصاء الآخر بسبب أفكاره أو دينه).

 التسامح هو المحبة والتآخي ونبذ الأحقاد والحروب وتعصب الأديان وحب الآخر والتعالي والترفع عن كل ما يزعج القلوب, والتغاضي عن الكثير من الإشكاليات والسلبيات التي تعشعش في الصدور والصفح عن الأخطاء والهفوات, يسمو عندما تكون المحبة عنواناً عريضاً بين الجميع, ولا تكفي ادعاء المحبة والألفة والوفاء إذا لم تترجم واقعاً ملموساً على الأرض ممهوراً بقيم المحبة والتسامح والإيثار والانتماء للوطن.

 التسامح عملية إنسانية يتدخل فيها الحوار والمسايرة وتحمل المسؤولية والتعبير عن الآراء المتضادة دون عدائية ودون اللجوء إلى القوة لفرض الآراء والأفكار, وأن يكون متبادلاً ومتساوياً وعلى المتسامح التسامي والتحرر من أي ضغائن وسلبيات والترفع عن الكثير من الإشكاليات والسلبيات التي تعشعش في صدور البعض, ومعالجة عراقيل الذات من الشوائب والابتعاد عن كل ما يعكر الصدور والنفوس للتغلب عل كل ما يحول دون حصول النفس على نصيبها من الراحة والسعادة.

 المتسامح رجل قوي داخلياً وروحياً, سمعته حبلى بالصفاء والنقاء, يعيش حياته مسالماً يكره العنف ويتجنب الخلاف وتصل مكانته  إلى درجة القدوة, والمجتمع المتسامح هو المجتمع السعيد التواصلي الذي يسوده التصالح مع الذات والتعالي على كل ما يزعج النفوس وتسوده الألفة والمحبة والتعاون وحب الآخر وينشغل أفراده ببناء الصداقات فيما بينهم ويتشاركون المسؤوليات الاجتماعية والعمل لتنحية الضغائن والأحقاد وتغليب صوت المحبة القادر على توحيد الكلمة ولم الشمل وبلسمة الجراح وتحقيق الرضا والأماني  الطيبة لجميع الأطراف ما أحوجنا إلى المشاعر الصادقة عملاً وسلوكاً لإعادة الإنسانية المفقودة, التسامح والمحبة حاجتنا جميعاً, نحن نعيش في زمن محموم نحتاج فيه للآلفة والتسامح لإعادة ترميم النفوس التي هزمتها الحرب ومزقتها الآلام ويرهقها الغلاء… علينا تكريس القيم السامية والمشاعر الإنسانية النبيلة التي تنهض بالمجتمع وترتقي به وتخمد في النفوس الحاقدة نار العداوة وشهوة الانتقام, والقناعة بما نستطيع تحقيقه والتنعم به لكي نضفي المحبة على من حولنا وترتع نفوسنا في فسحة من الأمان والاستقرار. 

 نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار