الوحدة 27-4-2021
على لسان عايدة العاشقة (كتبت له رسالة قالت فيها: يدخل قلبي الكثير من الأشخاص لكن لا يبقى فيه إلا من يحمل الزمرة الدموية المناسبة, ليرد زياد الحبيب بتوق شديد: ما دمت تؤمنين بتوافق الزمرة الدموية فكوني أكيدة أن دمي ودمك متحدان بقوة, يدوران في مجرى واحد رسمه الله لنا فكوني على ثقة بالله وبي) في جمعية العاديات أقيمت قراءة لرواية (عائدة) للكاتبة مها قباني ابنة اللاذقية، حيث جاءت على قصة عشق جمعت بين حبيبين (عايدة وزياد ) لكن حب الوطن أقوى وأشهى فكان أن أسرع زياد لتلبية النداء وهو الأقدر على الواجب فكان للفراق لوعة وحرقة في قلب الحبيبين لكنهما صابرا وتصابرا بلم جراح الوطن المكلوم وأهله المعذبين في الحرب التي تعرضت لها سورية خلال (2011-2021 ) ووأدت أحلام الشباب وطموحاتهم, وثقت الكاتبة أحداثاً ومجريات اشرأبت على أحوال الناس وحواجز وقفت كالحجر في طريق الحب الشخصي حيث تغلب حب الوطن وذهب زياد جندياً مقاتلاً للذود عن حياض وطنه المغدور الذي ناداه فقال : لبيك وأسرع دون وداع ليبدأ العذاب عند عايدة في انتظار الحبيب والشوق يغلبها فانشغلت بلم جراح أهلها الموجوعين والمهجرين وحبها لزياد ثبت والأيام تمر والسنوات وسط المغريات وحب المعجبين (أيمن وباسم) ولم يثنها كل هذا عن الانتظار لمن أخلصت وأحبت (قصة حب وأحداث لها وقعها في ذاكرتنا وكأنها أحداث كنا على علم بها قبل قراءتها وكأنها فيلم مرت أحداثه أمامنا وشاهدناه بشوق وتأثرنا بمشاهده كثيراً كل هذا يلحظه القارئ بسهولة ويشعر بين ثنايا السطور وكلمات الرواية ولكن ما أريد التحدث عنه شيء آخر ) هو ما تقوله الكاتبة .. عائدة هي رمز الأرض الطيبة الصادقة التي لا تموت, من خلال علاقتها بوالديها وأخوتها رفضت السفر رغم كل المغريات وتحترم أيمن الذي أحبها لكنها ترفض أن يدخل قلبها غير الذي أحبته ليكون له الوعد والوفاء زياد المخلص الغيور على وطنه كما هو الغيور على حبيبته ليتشاجر لأجلها مع أيمن لكنه الإيثار للوطن فيردد في معتقله (دعواتك يا أمي) كما يردد أعداداً لهاتف عايدة خوفاً أن ينساه في جمة أحزانه ومواجعه . يوجد في الحياة الفقير والغني, الخير والشر, الحب والكره, الإيثار والأنانية تظهر في قولها ( هل أبناء الأغنياء مطالبون بنفس الحقوق التي يطالب بها أبناء الفقراء ؟ هل يدافعون عن حمى الأوطان ؟ هل يستشهدون كما يستشهد الفقراء ؟ وفي حوار زياد لحارس المسلح معذبه في المعتقل تبين برؤيتها الإيجابية إمكانية الحوار مع الطرف الآخر واحتوائه ومسامحته خاصة أن هذا الحارس قد غرر به ولم يؤمن بما تقوم به المجموعة التي انضم إليها ويتضح أن أرضنا تنبت الأبناء الصالحين فقط ( وما زالت دموعه تنهمر وتنهمر حتى التقت بدموع المسلح في خط واحد لتصبا سوية على تراب الوطن فوق نبتة كانت قد يبست بسبب قسوة وفراق أبناء هذا الوطن فجأة تحولت النبتة اليابسة الحزينة إلى خضراء ضاحكة مبشرة) وبعد مناقشة الرواية أفاض السادة الحضور من باحثين وأدباء ومهتمين بالحديث عن جوانب الرواية والجماليات التي روتها الكاتبة في استعراضها لقصة الحب والواقع الذي استعرضته بين أحداثها فكانت الحب في زمن الحرب ..وفي سؤال الدكتورة سوسن الضرف للكاتبة مها عن سبب تسمية الرواية ب عائدة ردت عليها الكاتبة بقولها : عائدة هي روحي.. تشبهني..
هدى سلوم