الوحدة 27-4-2021
في منتصف شارع الزهور بمحافظة طرطوس، إلى اليمين قليلاً، في أحد الشوارع الفرعية، وداخل بناء جديد، وعلى امتداد بهو طويل داخل مكان لم يسكنه الضجيج بعد، ركن يقبع على تلة معلقة كأنها جزيرة تلفحها الشمس، مملكة الفن والجمال Beepure (كن نقياً).. محمد يوسف محمد، الكابتن الذي يدير مشروعاً فنياً بحجم هذا الجمال، العمر (35) عاماً، ابن جنينة رسلان، تسرّح من الخدمة الاحتياطية بعد ثماني سنوات، وعاد معافى ممتناً للحياة، عاد إلى فنه وإبداعه ولقمة عيشه، بلهفة
أطلق مشروعه على أرض الواقع لأعمال الإيبوكسي الريزن، صنع الإكسسوارات والهدايا باستخدام الورد الطبيعي والمواد العضوية إضافة إلى الصور الشخصية حسب الطلب.
محمد شغوف للفن، يكره الفشل رغم وقوعه به مراراً وتكراراً، مصرّ على التعلم بالمثابرة.
اعتمد على الحس الفني لإبداعه والزبون هو أول مساعد ومعلم له لابتكار أفكار جديدة.
أما الركن الثاني للمشروع فهو الفنان ماهر عبد الله العمر (37) عاماً، ابن مدينة القدموس، تسرح من الجيش العربي السوري عائداً إلى لوحاته الخشبية التي تنبض بالحياة وصنعت بمحبة وإتقان من الخشب الطبيعي (الزيتون والسنديان) يتشارك مع محمد في الكثير من اللوحات الإعلانية المطعّمة بالايبوكسي الريزن ولكل تصميم حكاية.
ولهذا الركن زاوية أخرى تربعت عليها أعمال وائل محمد العمر (37) عاماً، الشاب الذي اعتمد في أعماله على الرسم والتخطيط على الزجاج باستخدام ألوان مائية وتقنيات أخرى تعلمها بالفطرة بأحجام وأشكال مختلفة، وهو أيضاً تسرح من الجيش العربي السوري بعد سنين طويلة من الخدمة الاحتياطية التي كانت دافعاً للعودة بشغف للحياة.
(كن نقياً) مشروع متكامل يعرض أعمالاً فنية تختصر تجربة ثلاث فنانين وأكثر
فتح بابه هنا لأصحاب الحرف والمواهب لعرض أعمالهم ومواهبهم من دون مقابل،
هذا ما قاله محمد الذي اختصر أحلامه بتمني الأمن والسلام لكل الناس رافضاً الاستسلام للذكريات الحزينة رغم حجم الأثر الذي خلفته الحرب بكل تفاصيلها
ممتناً للحياة التي علمته فن التأقلم.
بين جدران هذا المكان حكاية مختلفة للحياة وصور جميلة للفن الذي يوقظ الروح من موتها.
زينة وجيه هاشم