الوحدة: 21-4-2021
منذ انتشار جائحة الكورونا, لم تهدأ الجهود بكافة مستوياتها المحلية والعربية والدولية للتصدي لهذا الوباء العالمي والتخفيف من آثاره الصحية الجسدية والنفسية خاصة عند فئة الأطفال, فما نمر به هو ظرف استثنائي وحرج وعلينا أن نعبر في أقوالنا وأفعالنا عن وعينا وحرصنا على عائلاتنا أولاً وعلى مجتمعنا الذي نضمن سلامته من سلامتنا والتزامنا بما هو مطلوب منا للسلامة العامة، أما أطفالنا فعلينا أن نتعامل معهم بحزم وإثارة الموضوع أمامهم بصورة إيجابية، ويبقى السؤال الملح: كيف يمكننا التعامل مع أطفالنا في هذه الفترة من الحجر الصحي في المنزل؟ و ما تأثير جائحة الكورونا على الصحة النفسية للأطفال؟ للإجابة عن هذه التساؤلات كان لجريدة الوحدة اللقاء الآتي مع الدكتورة نايا حسن المشاركة في دراسة تهدف لرصد هذه الآثار لجائحة كورونا من خلال استبيان غايته تقصي تبعاتها وتسجيل الآراء الميدانية التي يدونها الأهل عبر ملاحظاتهم ومعاينتهم لأوضاع أطفالهم على أرض الواقع, حيث قالت: تعتبر الإصابة بفيروس كورونا مرض العصر مع الانتشار الواسع الكبير لهذه الجائحة حول العالم و تأثيرها على نواحي الحياة المختلفة. يقوم بالدراسة مجموعة من الباحثين العرب رؤوا أن تأثير الفيروس لا يقتصر على إحداث مرض عضوي، بل يتجاوز ذلك و يهدد الصحة النفسية للفرد، تهدف هذه الدراسة إلى تقييم تأثير الكورونا على صحة الأطفال النفسية في المجتمع العربي، وتشمل الدراسة الأطفال منذ عمر السنة و حتى 18 سنة و تضم أكثر من بلد عربي من ضمنها سورية.
تهدف الدراسة إلى تسجيل عدة تأثيرات لجائحة فيروس كورونا COVID-19 على مختلف مظاهر الصحة النفسية للأطفال من حيث وجود القلق، الحزن، الإحباط، القلق، الغضب، عدم الاستقرار، الشعور بالوحدة، البكاء الكثير، الشعور بالتعب، الانعزال، الملل، صعوبة التركيز، ممانعة الأوامر، العدوانية، القلق الليلي، الكوابيس الليلة، انعدام الشهية للطعام، الإفراط في تناول الطعام، الاعتماد الكبير على الأهل، الخوف من الفقدان، مع الأخذ بعين الاعتبار للظروف المحيطة بالطفل من حيث معرفة: هل أصيب الطفل أو أحد من محيطه بالكورونا؟ أو هل حدثت وفاة بسبب الكورونا في محيطه؟ مكان الإقامة، الوضع الاقتصادي للعائلة، مستوى تعليم الوالدين، متابعة التعلم عن بعد خلال فترة الحجر، ممارسة التمارين الرياضية.
يعتبر هذا البحث الأول من نوعه على مستوى الوطن العربي وعند الانتهاء من البحث سينشر في مجلات عالمية محكمة.
تتم تعبئة الاستبيان من قبل الأهل بمعلومات دقيقة مفصلة، والمشاركة طوعية مع الالتزام الكامل بأن المعلومات الواردة في هذا الاستبيان سرية لن تتم مشاركتها مع أي جهة أخرى غير الجهة الدارسة، ونتمنى مشاركة الأهل في إعطاء المعلومات عبر هذا الاستبيان الذي يهدف إلى الاستفادة من ملاحظاتهم عن أطفالهم ليكون نواة لدراسات مستقبلية حول هذه الجائحة والتخفيف من آثارها على المجتمعات بكافة فئاتها.
بقي للقول: في ظل أية ظروف استثنائية نأمل أن يكون ما يمر به العالم اليوم من خوف وقلق في ظل جائحة كورونا ، يبدده الأمل في استثمار إمكانات الأهل وإظهارهم الالتزام بمسؤولياتهم والقيام بواجباتهم الأسرية أولاً والمجتمعية ثانياً ، لأن سلامة النواة الأصغر (الأسرة) هي الضمان الأساسي لسلامة النواة الأكبر (المجتمع) مهما بلغت درجة تطوره وإمكاناته.
فدوى مقوص