الوحدة 20-4-2021
في مثل هذه الأوقات من كل عام، وفي هذا الموسم تعج أسواق اللاذقية بالأسماك الصغيرة التي يطلق عليها أهل الساحل (سمك البذرة) نظراً لصغر حجمها، وهنا لن نسأل الصياد الذي طاوعه ضميره في أن يكون المساهم الأول في القضاء على الثروة السمكية، وإنما سنسأل الجهات الرقابية كيف تم استخدام هذه الشباك الناعمة التي لا تبقي ولا تذر ولا تسلم منها حتى الأسماك المعروفة بالبذرة، يباع كيلو السمك الصغير بمبلغ زهيد لا يتجاوز سعر الكيلو ٢٥٠٠ ليرة سورية، وبحسبة بسيطة نجد أن كمية الأسماك الصغيرة التي تباع بهذا السعر لو صبر عليها الصياد لأصبحت بالأطنان وبالتالي ثمنها سيكون أضعافاً مضاعفة من السعر الذي بيعت فيه ولكن أحد باعة الأسماك كان له رأيه المختلف فقد برر هذا التصرف بأنه يأتي رأفة بالمواطن الفقير حيث يتمكن من شراء (2كغ) من السمك الصغير بخمسة آلاف ليرة سورية في حين لا يوجد أي سمك آخر في الأسواق بأقل من ثمانية آلاف ليرة للكيلو الواحد وعندما سألناه عن الأثر السلبي لاصطياد الأسماك الصغيرة وأثرها على الثروة السمكية أجاب البحر فيه الكثير من الخيرات ونحن منذ سنين نفعل ذلك ولاتزال الأسماك موجودة وهذه النظرية التي يفكر بها هذا الصياد أو بائع الأسماك هي التي أوصلتنا إلى هذه الحالة من التصحر في البيئة البحرية ويبقى السؤال بما أن الصياد فهمه محدود وهمه رزقه اليومي وليس المستقبلي إذاً أين الجهات الرقابية المعنية التي تسطر القرارات ولا تعمل على تنفيذها ومتابعتها على أرض الواقع؟
هلال لالا