الوحدة 17-4-2021
باكورة إبداعها السردي، احتفاء بالذات والإنسان، القيم والمجتمع، بساطة في السرد،
والمعالجة الكتابية، نبل في المقاصد، شرف في الرؤى، وأخلاق وإنسانية في الرسالة الأدبية والثقافية.
بصدق وببساطة ورهافة حس تتلمس القاصة ندى نجار في مجموعتها السردية كذا..
أحوال النفس والطباع البشرية والمجتمع والوطن والقيم عبر مسرودها الأول..
إحدى وعشرون قصة تراوحت ما بين القصيرة والمتوسطة والطويلة، ألفت هيكلية الكتاب، متخذة العناوين الآتية.
عالجت فيها العديد من القضايا الذاتية والاجتماعية والتربوية والنفسية بأسلوب سردي قصحكائي… فالذات المبدعة نقرؤها في القصص المعنونة بـ (لأنك لوحتي الوحيدة) حضور للفن التشكيلي لدى الذات المبدعة عبر البطل نميز الشخصية الرئيسة وهي قصة تمتحن موضوعها من العمق الوجداني وصولاً إلى الإنسان في امنياته وحالاته الإبداعية، وحين تقرر الساردة نجار استعادة الماضي فإنها تكتب بلغة أقرب إلى الشعر مستعيدة حزمة من الذكريات الجميلة، تقول على لسان البطلة وهي الراوي هنا أي الكاتبة: (همساتك تحادثتي، نظرات عينيك تجذبني).
قصة عائد من الماضي في مسرود (حينما تنزع الأقنعة) نقرأ الزيف الاجتماعي بأوضح تجلياته، في قصة صوت الإرادة نغوص مع الكاتبة في ذاكرة الماضي، ومن أول خيط إلى آخر خيط، تطالعنا مجموعة من الأحداث الإنسانية النفسية والاجتماعية المتوالية.
تقول رفيف: (أبعدُ هذا العمر أتزوج، وبعد أن دخلت سن اليأس) لكنها تستمع إلى قلبها، وتتزوج من منير ويذهبان لقضاء شهر العسل.
المكافأة من جنس العمل هي الرسالة التي تقدمها القاصة نجار من قصتها المعنونة بـ (هل لي بابتسامة) وهي قصة إنسانية تعالج أحداثها بأسلوب بوليسي، (بدأت بجمع القرائن والأدلة في القضية.. ستكون لنا ابتسامة جديدة… أنا حامل).
في قصة (سريرة أب)، نلمح روعة حفظ النعمة، وأن الخير في خواتم الأشياء، ولعلها قصة تستند إلى التراث الإنساني، حيث يوزع الأب ميراثه بين أولاده الثلاثة، وليحظى اصغرهم بأفضل مكافأة، وكما هذه القصة على التراث الإنساني فإن (امرأة من زمن يوسف) هي توظيف لقصة يوسف وامرأة العزيز، قضية تلفيق الخيانة ومراودة امرأة العزيز ليوسف وتمنعه، ولكن من خلال شخوص تنتمي إلى أسرة واحدة التكنولوجية الرقمية تطرح نفسها بقوة في المجموعة القصصية عبر ذكر لتطبيقات الشابكة العنكبوتية كالفيسبوك والماسنجر والواتس آب والتصوير السيلفي،
وهذا الأخير كان سبباً في القبض على مجرم خطير وتقديمه للعدالة.
في قصة (الحب والقصيدة) نقرأ حقيقة أن الحب خالد ولا يموت عبر صالح وخديجة. – هل بدأ الحب يخبو شيئاً فشيئاً.
– أنت يا حبي الأكبر.
حكاية نجاح الإنسان وإصراره عليه، موضوع قصة (الزهور الحقيقية) والدرس بأن الصدق منجاة فهي فكرة ليلة مولد الشمس..
(أبنيتي.. أنت هي الشمس التي لا يخبو ضوؤها أبداً.. وليلة مولدك ما كانت إلا لتذكرني بحجم الدفء والعطاء).
القاصة مربية ولذلك لا بد أن تظهر مهنتها في إبداعها، ونقصد هنا قصتها (إقصاء نيسان)، فهي قصة تربوية اجتماعية إنسانية ونفسية، ملخص فكرتها أن الحب مفتاح مغاليق القلوب، (جل ما فعلته أنني فتحت القلوب بمفتاحها).
أما (أوراق الخريف) ففيها أن الحب لا يموت، ولا بد سيظهر لدى أول فرصة وينتهي النهاية السعيدة، والإنسان يعود طفلاً في قصة (العجوز الطفلة).
ولأني أحبك أبي، ترسيخ لمقولة كل فتاة بأبيها معجبة، وفي (أحلام في زمن الأنترنت) مسايرة القاصة لهذا العالم الافتراضي ومفاجآته، أما في قصة (هكذا الصورة أجمل) عودة للحبكة والمعالجة البوليسية، وفي نص (ضمائر وضفائر) قصة اجتماعية مؤثرة…
تتنوع الشخصيات في المجموعة، وهي ما بين الرئيسية البطلة والثانوية وقد عمدت نجار لتصويرها بالطريقة التحليلية في أغلب الأحيان، وذلك عبر لغة سردية فصيحة وحوار مناسب ورشيق ينم عن تذوق ومهارة القاصة..
خالد عارف حاج عثمان