رغم ارتفاع الأسعار طقوس رمضان لا تزال مستمرة

الوحدة: 16-4-2021

 

رغم ضيق ذات اليد لدى الكثيرين وارتفاع الأسعار المثير للدهشة إلا أن عبق التراث والعادات الرمضانية لا تزال مستمرة حيث تتحول الأسواق إلى بازار لجميع المأكولات الشعبية والتراثية لاسيما ما هو مرتبط بشهر الصوم.

بدءا من بيع الخرنوب والسوس والتمر الهندي، وذلك وسط حركة بشرية كثيفة قبل وقت الإفطار في رمضان حيث يتجمع الناس عند هذه المحلات لشراء المأكولات، ثمة مأكولات لن تراها في الأيام العادية لأنها تباع وتطلب حصراً في رمضان.

قبل المغيب حيث تفصل الصائمين أقل من ساعة عن موعد إفطارهم، أضواء تزين شرفات المنازل، اختناق مروري قبل موعد الإفطار، جيران يتبادلون (السكبات) الرمضانية، وآخرون يصطفون أمام محال الحلويات لشراء ما لذّ وطاب لوقت السحور، لعل فطنة الباعة تدفعهم إلى تنويع المعروضات لتزداد شهية الصائم وحتى عابر السبيل فيقبل على الشراء ما يتم عرضه من فطائر ومعجنات من مختلف الأنواع والحلويات العربية والإفرنجية والكبب والعصائر الطبيعية مثل عصير البرتقال والرمان.

لا ننسى محلات بيع المخللات التي يعتقد البعض أن الطلب عليها لا يكون قوياً، ومن المعروضات التي تلفت النظر والمرتبطة بشهر رمضان هو المعروك علماً أنها بالأساس ليست من تراث اللاذقية وكانت اللاذقية قديماً لا تعرف المعروك وإنما خبز رمضان حصراً وهو عبارة عن عجينة تتم زخرفتها يدوياً وتزين بحبات البركة، أما المعروك فتحتل مكانة هامة على مائدة رمضان بشكل يومي تقريباً منذ سنوات ويُباع في معظم محال الحلويات والمخابز وحتى لدى الباعة الجوالين والموسميين، والمعروك هو نوع من المعجنات التي تُحشى بالتمر أو السكر أو جوز الهند أو الزبيب أو الفواكه أو الشوكولا، وبعضها يُباع دون أي حشوة وإنما يغلف فقط بالسكر أو السمسم، وخلال السنوات الأخيرة، أخذت بعض المحال بالتفنن بالمعروك وتقديمه مع حشوات غير مألوفة، كالحلاوة الطحينية وحلاوة الجبن، ويتراوح سعر القطعة بين ألف ليرة والفين ليرة تبعاً للحجم وأيضاً حسب طبيعة المحل الذي يعرضها.

وإلى جانب المعروك هناك القطايف، وهي عبارة عن قطع صغيرة أو متوسطة الحجم من العجين الذي يُشوى ثم يُحشى بالجوز أو القشطة مع الفستق الحلبي –ويُطلق على الأخير اسم قطايف عصافيري، ويغمس بالقطر.

ويستمتع البعض بزيارة الأسواق، والتفرّج على صانع القطايف وهو يملأ عبوة معدنية صغيرة بالعجين السائل المصنوع من الطحين والماء والخميرة، ثم يسكبه بمهارة في دوائر متساوية على الفرن الحديدي الساخن، ليحصل بعد لحظات على العجين لذيذ الطعم ثم يحشوه حسب رغبة الزبون، أو يبيعه دون إضافة لمن يرغب بحشوه في المنزل. في شهر رمضان تجد في أسواق اللاذقية أهم ما تشتهر به اللاذقية وهو حلوى مربى القرع التي تعتبر خياراً قليل التكلفة حيث لا يتجاوز سعر الكيلو الواحد منها خمسة آلاف ليرة، وتصنع هذه الحلوى من نبات اليقطين الذي يُقشر ويُقطع ثم يُنقع ليوم كامل بمادة الكلس، ويُغسل بعدها ثم يُغلى لعدة ساعات مع القطر وأنواع معينة من التوابل. وإلى جانب القرع، تعرف المدن الساحلية السورية الجزرية، والتي تصنع من الجزر المسلوق الذي يمزج مع القطر بعد تصفيته بشكل جيد من المياه، ثم يُغلى كذلك مع التوابل والمكسرات على نار هادئة، ورغم ارتفاع سعر الجزرية مقارنة بغيرها من الحلويات الشعبية، كما تبيع محال الحلويات في مدينة اللاذقية عموماً أنواعاً مميزة من الحلويات والتي تعرض حصرياً في رمضان، وقد تثير أسماؤها الدهشة والاستغراب لمن لم يتذوقها من قبل، منها (الكسيبة) وهي عجينة تصنع من السمسم بعد تحميصه وطحنه وعجنه مع الماء والملح، ومن ثم إضافة بعض التنويعات الاختيارية مثل التمر أو التين اليابس أو الحلاوة، خاصة على مائدة الإفطار حيث تخفف طراوتها من آثار العطش.

هلال لالا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار