عمّال الإكساء الخارجي للأبنية العالية حوادثهم ٩٠% وفاة .. من يضمن حقوقهم ؟!

http://youtu.be/06LA7sLFdM0

الوحدة : 15-4-2021

على تلك الخشبة الطويلة يقف ذلك العامل المغامر ، خشبة معلّقة بحبلين أو سلكين ، نقاط ضعفهما في نقطة مجهولة ، لحظة الخطورة غير معلومة ، هذا العامل في حالة حركة وحمولة دائمة لمواصلة عمله وتلبيس البناء بكل مهارة وتفانٍ لأنه بعد الانتهاء من تلك الأعمال من الصعب العودة لإضافة أو تعديل معيّن ، تلك الخشبة هي الوسيلة الأسرع لإنهاء حياة عامل من الدرجة الممتازة قلبه مصنوع من الفولاذ ، لأن المساحة التي يقف عليها بعرض حذائه تقريباً ، يُفترض أن يكون تفكير هذا المخلوق البشري بأعلى درجاته ، انتباهه وتركيزه ورصانته بحالة قصوى ، رمشاه يجب ألّا يرفّا حتى ولو أدميت عيناه ، وحادثة السقوط (لا قدر الله) هي ٩٠ % وفاة وفي حال النجاة تكون المصيبة أكبر وهو الجلوس الدائم على كرسي متحرّك ، هذا العمل هو أقسى أنواع المجازفة بالنفس من أجل استمرار الحياة والتضحية بالروح وتفادي العوز ومدّ اليد للغير ، وهنا ينطبق المثل الشعبي العامّي (شو جابرك عالمرّ .. قال هو الأمر منو) .. أسئلة كثيرة تطرح حول تلك الأعمال الخطيرة ، من هم ممارسيها ، كيف تتم حمايتهم ، يغامرون بحياتهم ، عامل هذه المهنة يخرج من منزله قد لا يعود بسبب خطورتها الجسيمة ، قد يسأل سائل عن آجاره هل هو بالمتر أو بالساعة أو بالمساحة ، بالحقيقة لحظة وقوفه على تلك الخشبة لا تُقدر بثمن ، لأنها لحظة من لحظات الموت ، وعمله يناقض واقعه ، فكلما زاد من وتيرة عمله وارتفع إلى الأعلى ارتفعت نسبة الخطورة ، غير أن الحكومة لاحظت وجود أعمال خطيرة يتوجب مجاراة ممارسيها والتعاطف معهم ، وقد أصدرت قرارات وتوصيات بحماية وصيانة حقوق العاملين لديها ضمن الأعمال المجهدة والخطيرة حسب المرسوم ٣٤٦ لعام ٢٠٠٦ وهي كثيرة ومتعدّدة وضمن جميع مجالات العمل ، منها أعمال طبية وعمّال الروافع والمرافئ والكهرباء وغيره ، كما أن أصحاب مهنة الإكساء الخارجي عمّالها قليلون في القطاع الحكومي ، بالإضافة إلى أن عمليات الإكساء الخارجي للمباني العالية قد يتعهدها القطاع الخاص وهنا جوهر الحديث ، هل حقوقهم مُصانة ضمن التأمينات الاجتماعية أم أنهم وقعوا تحت رحمة ربّ عملهم ومشغّلهم ولم يسجّلهم بالتأمينات الاجتماعية ، هنا يكمن دور الرقابة من قبل الحكومة وإرغام أصحاب التعهدات وربّ العمل على تأمين عمّالهم أسوة بعمّال القطاع الحكومي المسجلين وإحالة المخالفين إلى القضاء المختص في حال عدم الامتثال للقرارات الحكومية بهذا الشأن وتعريض حياة الغير للخطر المجّاني . يذكر أن أغلب عمّال هذه المهنة هم أناس مهجّرون ، ظروفهم حكمت عليهم بالصعود إلى الأعالي وامتطاء خشبات وحبال الموت ، غير آبهين سوى بإطعام عائلاتهم من جهدهم وعرق جباههم ، هم يصارعون الخطر على الدوام ، تُرفع القبعات لهم لصلابتهم ورباطة جأشهم وحلال مالهم .

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار