نقص مستلزمات الإنتاج وزيادة أسعارها تترك بظلالها على العملية الزراعية بطرطوس

الوحدة: 14-4-2021

 

أكد محمود ميهوب رئيس اتحاد فلاحي طرطوس بأن عدم توفر بعض مستلزمات الإنتاج وارتفاع أسعارها قد ترك أثره السلبي على الإنتاج الزراعي بشقيه الحيواني والنباتي على حد سواء.

ففي الشق النباتي أشار رئيس الاتحاد إلى تأمين كامل احتياج زراعة القمح تقريباً لكن حاجة الأشجار المثمرة لم تؤمن بعد وهو ما سيؤثر على الإنتاج ويزيد من التكاليف التي يتحملها الفلاح كون أسعار المادة في السوق السوداء مرتفعة وتزيد عن 100 ألف ليرة للكيس في الوقت الذي كان لا يزيد فيه هذا السعر عند الدولة عن 12 -13 ألف ليرة سورية.

ولفت ميهوب إلى أن هذه الأسعار أدت لعزوف الكثير من الفلاحين عن تسميد محاصيلهم ولاسيما الأشجار المثمرة كما جرت عليه العادة كون القدرة على شراء المادة بتلك الأسعار ليس بمتناول الجميع لافتاً إلى الحصول على تأمين مستلزمات الحمضيات من الأسمدة خلال الفترة القادمة بعد الإشارة إلى المناقصة التي أعلنت عنها وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية لاستيراد اليوريا.

وأضاف رئيس الاتحاد بأن وضع المحروقات ونقصها لا يقل تأثيراً على الإنتاج الزراعي من الأسمدة في ضوء حاجة هذا الإنتاج الكبيرة للمادة في مختلف المراحل (الزراعة – النقل ) مؤكداً أن النقص في الأسمدة والمحروقات يضاف أيضاً إلى جملة من المعوقات الأخرى التي تعترض العمل الزراعي ومنها ارتفاع أسعار مختلف المستلزمات (النايلون – الأدوية الزراعية – الأجور…) في ضوء التذبذب الحاصل في سوق الصرف والذي تزامن بانخفاض أسعار مبيع المنتجات الزراعية مقارنة بالتكاليف فالبندورة تباع اليوم بأسعار تتراوح ما بين 500 -600 ليرة والباذنجان بذات السعر وبحسب النوعية والمواصفات والبطاطا بما يتراوح بين 700 -800 ليرة مع لحظ ارتفاع أسعار ما تبقى من أصناف الحمضيات (البلانسيا والحامض نسبياً) مبيناً أن هذه الأسعار هي أقل من حدود التكاليف لأغلب المنتجات.

وفيما أشار ميهوب إلى البدء بقلع العروة الخريفية من محصول البطاطا متوقعاً تسارع وتائر العمل في هذا الجانب خلال المرحلة القادمة وإن أشار إلى حاجة الفلاحين لمادة المازوت لإنجاز تلك المهمة كون عملية القلع تتم بالجرارات التي تحتاج لزيادة كميات المادة المتاحة علماً بأن الوارد منها إلى المحافظة قليل.

أما في الجانب المتعلق بتكرار تجربة نقل المنتجات الزراعية من المحافظة إلى المحافظات الأخرى كما حصل في العام الماضي فقال رئيس الاتحاد بأن العديد من الاتحادات الفلاحية في المحافظات تواصلت مع اتحاد طرطوس من أجل هذه الغاية معرباً عن الأمل في تكرار التجربة بعد نجاحها ولكن بعد لحظ التغيرات المتعلقة بتكاليف النقل ومستلزمات الإنتاج والسعي لتحقيق هامش ربح معقول للفلاح يدفعه للاستمرار في العمل والإنتاج كون المعمل في الأرض وإنتاجها يشكل مصدر الرزق الأساسي للفلاح.

وعن الإجراءات الواجب اتخاذها من أجل التغلب على الصعوبات التي تعترض العمل الزراعي ولاسيما في الجانب المتعلق بارتفاع أسعار مستلزمات العمل الزراعي أشار رئيس الاتحاد إلى المطالبة التي قدمها خلال مشاركته في ورشة تطوير القطاع الزراعي التي أقامتها وزارة الزراعة مؤخراً لباقي الفلاحين بعودة دور الدولة على الإشراف على استجرار مختلف المواد التي تدخل بالعملية الزراعية (الأسمدة – البذار – الأدوية البيطرية والمبيدات الزراعية) كون التجربة الفلاحية مع القطاع الخاص على صعيد تأمين تلك المواد كانت غير جيدة وتركت آثارها السلبية على الفلاح والإنتاج كون القطاع الخاص لا يهتم إلا بالربح بالدرجة الأولى.

ورداً على سؤالنا المتعلق بحالة موسم زراعة محصول القمح لهذا العام قال رئيس الاتحاد بأنها جيدة حيث زادت المساحات المزروعة بالمحصول عن الخطة الموضوعة من قبل وزارة الزراعة لمحافظة طرطوس والبالغة 11 ألف هكتار بعد الإشارة إلى تأمين احتياجات هذه الزراعة سواء من الأسمدة أو المحروقات أو مستلزمات التسويق المتوقع أن تبدأ عملياتها الشهر  القادم كما جرت العادة (البدء بالحصاد في سهل عكار بتاريخ 15 أيار من كل عام) منوهاً بالخطوة الحكومية لزيادة أسعار استلام المحصول من الفلاحين لتصل إلى 900 ليرة للكيلو كون ذلك يحقق هامش ربح معقول للفلاح يشجعه على تسليم إنتاجه لصالح المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب.

وأما في الجانب الذي يخص زراعة محصول التبغ فقال رئيس الاتحاد بأنها تعاني من عدم توفر مادة الأسمدة بعكس ما تم لمحصول القمح على الرغم من كون هذه الزراعة أساسية في ريف محافظة طرطوس(القدموس – الشيخ بدر – بانياس) لافتاً إلى أن ما تم تأمينه من المادة من قبل مؤسسة التبغ كان غير كافٍ حتى الآن بعد الإشارة إلى وعد بتأمين المزيد قريباً.

وكما في الشق النباتي فإن معاناة العاملين بالإنتاج الحيواني قد تأثروا في ارتفاع تكاليف الإنتاج ولاسيما الأدوية الزراعية والأعلاف التي تضاعفت في الآونة الأخيرة في ظل عدم كفاية المؤمن عن طريق المؤسسة العامة للأعلاف إلا لجزء من احتياجات الثروة الحيوانية وهو ما يدفع للإعراب عن الأمل في زيادة المتاح عن طريق المؤسسة كونه أكثر جودة وأقل سعراً من العلف الموجود في الأسواق بعد الإشارة هنا إلى أن أسعار مبيع المنتجات الحيوانية ورغم ارتفاعها مقارنة بالسابق بقيت دون حدود التكاليف التي يدفعها الفلاح لإنتاج تلك المنتجات.

أما في الجانب المتعلق بالصحة الحيوانية وبالأخص موضوع جدري الأبقار فقال رئيس الاتحاد بأن حملات عدة أقيمت لتلقيح القطيع ضد هذا المرض الذي بات تحت السيطرة ضمن محافظة طرطوس بعد التنويه بالمبادرة التي قدمت لتعويض من تضرر من المرض العام الماضي والتي تم في إطارها تقديم نحو 120 بقرة وكميات من الأعلاف للمتضررين مع الأمل بزيادة هذا الرقم ولاسيما مع تعهد من استفاد من هذه الدفعة بتقديم المولود الأول من البقرة التي استلمها لمتضرر آخر بغية تعميم الفائدة من هذه المبادرة الكريمة التي ساهمت في التخفيف من الأضرار التي لحقت ببعض المربين الموسم الماضي.

نعمان أصلان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار