السيدة سعاد علي صيوح أم زين: الطلاق ليس عيباً ..

الوحدة: 9-4-2021

 

وجه آخر للحياة رفضت أم زين العمر خمسون عاماً وأم لأربعة أولاد أن تستسلم للفقر والجوع بعد أن انفصلت عن زوجها منذ أكثر من ثمانية عشر عاماً وبدأت رحله تعبها من أجل أبنائها في العمل، فامتهنت الكثير من المهن وبدلت الكثير من الأعمال المتعبة لتأمين حاجات أبنائها اليومية غيرت موقع عملها اكثر من مرة .

في كل مرة كانت تبحث عن أجور مناسبه لها وعملت خلال رحلتها الطويلة في ساحة الأكشاك على الباب الرئيسي لمشفى الباسل لأكثر من تسع سنوات في صناعه المعجنات والخبز على الصاج ولكنها لم تستمر بعملها بسبب ارتفاع أجور الأكشاك في تلك المنطقة حتى وصلت إلى أكثر من 150 ألف ليرة سورية، ولم يعد العمل مربحاً خلال هذه المرحلة فكانت مضطرة أيضا لترك العمل تبحث عن عمل جديد يؤمن دخل أبنائها لتحميهم من الحاجة أم زين امرأة مثل الكثيرات من اللواتي لم يكن الحظ حليفهن وكان زواجها فاشلاً لكنها مع أبنائها تعيش تحت سقف واحد تجمعهم المحبة والتضحية تقول أم زين: الطلاق ليس نهاية الكون ربما بداية حياة أعاني من التهاب الأعصاب وأجريت عملاً جراحياً في يدي نتيجة التعب والعمل لفترات طويلة في العجن والخبز وصناعة الفطائر مما دفعني لتغيير مهنتي من الفطائر على الصاج في كشك ،كنت قد استأجرته ولم أعد قادرة على دفع الأجور أمام غلاء الاسعار لم أستطع الاستمرار وفتحت محال تجاري في المدينة وأبيع الفول أمام المحل حتى أستطيع دفع الاجور الباهظة وتنهيدة طويلة تخرج من قلبها تتابع المجتمع لا يرحم والمرأة تدفع ثمن فشل زواجها خاصة إذا تخلّى الأب عن أبنائه .

وأنا مصرة على مساعدة أبنائي وتعليمهم حتى لا تظلمهم الحياة ورغم العمل والتعب هناك الكثير من الحاجات لا نستطيع شراءها بسبب الغلاء ولكننا والحمد لله نصبر على قسوة الحياة بالرضا طبعاً المرأة في مجتمعنا تعاني نفسياً من الضغط الاقتصادي.

فأنا أعاني في تأمين الخبز والغاز والتدفئة و مضطرة للاستيقاظ في الخامسة صباحة لتأمين حاجيات البيت ورغم الألم والوجع والمعاناة أنظر إلى الحياة بعين الحمد والشكر ،وأنا أقوم بواجبي كأمّ من أجل أولادي ابني شاب عسكري والثاني في مرحلة التعليم الأساسي والبنات يتابعون دورات تعليمية في معهد طالب الدولي سأبذل كل جهدي لتعليمهم رسالتي الحقيقية تأمين مستقبل لأولادي حتى يواجهون فيه قساوة الحياة حتى لاينهش الفقر أحلامهم البريئة أمنياتي مثل كل الأمهات ،وكنت أتمنى لو تكون هناك جمعيات أو جهات رسمية تعيل الأم التي تنفصل عن زوجها وهي غير موظفة ومساعدتها .فليس من الضروري أن تكون المرأة صحياً قادرة على العمل، كيف ستنقذ أبناءها من الجوع والمرض والفقر في النهاية العمل شرف مهما كان حتى بيع الفول في الشارع العيب أن نترك الجوع ينهش مضاجعنا بلا رحمة شكراً من القلب لأنكم تسلطون الضوء علينا نحن أصحاب المهن البسيطة الذي ينسى الحظ أن يطرق بابهم.

زينه وجيه هاشم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار