مهن تحتاج إلى تنظيم وميزات تأخذ بيدهم في ظل أوجاع تتجدد كل يوم

الوحدة: 8-4-2021

عند سماعنا عن حماية المستهلك أول ما يخطر بالبال ضبط الأسعار وننسى دورها الحقيقي في حماية المستهلك من الغش والاحتيال . اليوم لن نتحدث عن الأسعار بل عن الظلم الواقع على البائع والمشتري وعلى صاحب المهنة ( المعلم ) والزبون فعدم تطابق المنتج مع المواصفات المعلن عنها وغياب العقود التي تضمن حق صاحب المهنة والزبون ، الأمر متروك للقضاء . كلنا نعاني من أعطال للغسالات ومن أمراض جلدية نتيجة المنظفات الرديئة ، أما ما يخص اللباس بالكاد يستجمع المواطن ثمن ما يستره ليجد نفسه فريسة سوء الصنع والطمع في كثير من الأحيان . فأين حماية المستهلك من هذه المظالم ؟ في الماضي سمعنا ممن عاصر حرب تشرين التحريرية عن موقف التاجر السوري المشرف الذي قبل بالربح البسيط أو عدمه حتى اجتزنا المحنه، وكان النصر التاريخي معاناة والتجربة مدفوعة الثمن استمعت الوحدة لتجارب الناس وكانت السيدة م -ر تقول : قبل سنوات تعاملنا مع مبلط واتفقنا على الطريقة والنقشة التي سيرسمها كنت وقتها أعيش في دمشق تركت له المهمة بعد أن وعد انه سينجز العمل حسب الاتفاق في بيتي بطرطوس وكانت المفاجأة أنه أنجز العمل بما يناسبه بعيدا كل البعد مما طلب منه ووقع الخلاف واشترط علينا أن فكّ البلاط سيحتسب أجور الفك والتركيب وأجور المواد مرة أخرى، فقبلنا بالأمر دون تكاليف إضافية يقول السيد ( ع- م ) تعطلت سيارتي عدة مرات غالباً ما نصطدم بالجودة السيئة مثلاً تعطلت دعسة البنزين تم تبديلها ثلاث مرات في كل مره أدفع 80 ألف ليرة سورية .وعند التبديل يكون شتم البضاعة الموجودة بالسوق ويعتذر أن لا علاقة له بالمصدر وكذلك الأمر تعطلت مضخة الهيدروليك وتم تبديلها مرتين وكانت ثابته في كل مرة أدفع ( 135) ألف ليرة سورية لاضمان بحقوقي والله أعلم ان كان التبديل بقطعة جديدة .  

السيد ( أ – د ) يقول منذ فترة تم عزل البيت وهذا يحصل في الصيف تكاليف مرعبة وفي الشتاء زارتنا الأمطار داخل البيت حتى سمعت بشركة عزل وتم الاتفاق معها ومع ضمان لأول مرة أحصل عليه في حال كان العزل سيئاً. الشركة مستعدة لترميم الخطأ وقدمت كفالة ورقية وتمنيت أن تكون جميع المهن على نفس النحو . السيد (ح- ي ) كل شيء يعتمد على الحظ والخبرة ( يا بتصيب يا بتخيب ) لماذا لا يوجد ورشة في مديرية النقل تقدم كشف على مسؤوليتها تجريه عند بيع أو شراء أي سيارة لتكون حجة بين البائع والشاري ويرفد خزينة المديرية . السيدة (س – ح) تقول : عانيت من الأعطال في مختلف الأجهزة الكهربائية في المنزل مثلا البراد توقف عن العمل وتم تصليحه ودفع مبلغ /٣٤٥٠٠/ وبعد التجريب ادعى أن الكهرباء عطلت قطعة إضافية ثمنها /١٠٠٠٠/ وتم الاستلام ونقله للمنزل الذي بقي يعمل عدة أيام ويعود العطل نفسه وبرر العامل بعد محاولات الاتصال به عشرات المرات ان العطل يعود للكهرباء وسوء البضاعة وبعد البحث عن أسعار البراد اكتشفنا أن نعيد إصلاحه أفضل من استبداله وتكرر سيناريو الإصلاح عدة مرات مع ورشات مختلفة الى أن حضر مصلح جديد وكان عند وعده أنما بأجر عال بلغ 150 ألف .أما عن تعطل المجمدة / الفيزر/ اعتبرناها رفاهية زائدة يمكن الاستغناء عنها السيد (ع – ع ) يقول: من أين أبدأ هنالك أمور بسيطة لكن منغصة من منا يمكنه الاستغناء عن شاحن للخليوي سعره يتراوح بين 5000 و7000 ويعمل ربما شهر أو أكثر بقليل أو عن كبسات للكهرباء أو فيش لآلة ما تضطر لشراء العديد منها لأنها سريعة العطب. السيد( ك -ي ): كل شيء يقع على مبدأ الحزورة من تصليح لشراء .دفعت تكاليف مرتفعة لإصلاح البراد في أحد المرات دفعت ثمن قطعه /٢٠٠/ الف وتعطل بعد شهر عن أي حماية مستهلك نتحدث.

حرف ضمانها السمعة

 يقول السيد حيدر دكروج إنه أتمّ دراسته لمعهد مساعد مهندس كهرباء ،واستمر في حياته المهنية بتمديد الصحية والكهرباء ،متزوج ولديه ولد يسكن بالآجار واليوم الذي يتعطل فيه عن عمله يترتب عليه دين ويتابع في أحد المرات تعرضت لعدة كسور تعطلت عن العمل /٤٥/ يوماً لم أشترك بأي اتحاد ولا ضمان صحي يسندني في محنتي سوى زملائي ،والدين وإن وقع خلاف مع الزبون بالعموم ألجأ إلى وجهاء الحي غالباً ما اضطر لتخفيض الأجرة بعد أن يكون متفق عليها قبل البدء .ويضيف أن العمل هذه الأيام نادر لضعف الحالة المادية للمواطن وأحيانا حتى سعر قاطع كهرباء لا يملكه _المواطن _ ورغم الحالة المادية الضيقة. الكهرباء تزيد الأمر سوءاً، غيابها الشبه دائم يرتب تكاليف لتأمين المولدة ومحروقات حيث يصل سعر ليتر البنزين ال 3500 وأكثر، يأمل النظر الى مهنتهم التي تتطلب محروقات ليكون لهم ميزات تسندهم في هذه الأوقات الصعبة ويشير إلى أنه لم يسمع بأي اتحاد يمكنه الانضمام إليه لمساعدته وكذلك الأمر لم يسمع السيد نوفل أن هنالك جهات يمكنه الانتساب إليها لتكون ملاذاً آمناً، له ويقص للوحدة تجربته ولمحة عن حياته قائلا : انا اعمل بالإكساء لا ضمان لحقنا نعتمد على المعارف والجيران في العمل وذوي السمعة الحسنة خوفاً من أن تذهب حقوقنا ومن تجربتي الشخصية أن أي دعوى تكاليفها أكثر من التعويضات مثلا وجدت شخص يقتطع الحطب في أرضي منذ سنوات دفعت تكاليف للدعوى ما يقارب /٢٥٠/ الف ليرة سورية وتم تغريم المذنب ب /٥٠/ ألف ليرة من هذه التجربة اي خلاف يقع اعمل جاهدا على حله وديا . ونحن نعاني من تأمين المواد أي مهنه تتطلب مواداً بشكل مستمر غياب بعضها وصعوبة تأمينها وغلائها من جهة وغياب الكهرباء من جهة أخرى يزيد الحالة تعاسة وكما ان نقص المحروقات يرتب تكاليف عالية جدا مثلاً السيارة تأخذ على نقل مواد مسافة 2 كم من 6 الى 7 آلاف ليرة ويقول الدهان نبيل عبد العزيز أنه يعمل في هذه المهنة منذ 20 عاماً لم يجدد اشتراكه باتحاد الحرفيين منذ سنتين الذي كان 500 ليرة كل شهر ويتابع ان الاتحاد يضع تعرفة لمتر الدهان ويراعي نوعيته لكل نوع سعره الخاص وعند وقوع اي خلاف يلجأ لاتحاد الحرفيين ليكون الحكم في حال ظلم صاحب المهنة أو الزبون أكد لنا ان أي خلاف يمكن ان يجد له حلاً إلا غلاء المواد الذي أدى الى قلة العمل فهو أشبه بالعدم ومن خلال الجولات وسماع الآراء من هنا وهناك وجدت الوحدة أن الحل الأفضل في ظل هذه الظروف هو تفعيل دور اتحاد الحرفيين والعمال ولتكون على تماس مباشر مع أصحاب المهن البسطاء فهي خير عون في هذا الوقت الجائر كما يقع على كاهل حماية المستهلك مراقبة الجودة ليس في المأكل وحسب بل في الملبس وغيرها من أدوات كهربائية .

ربى مقصود

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار