الفنان سمير ارقية: الموسيقا تهز أوتار العواطف

الوحدة 6-4-2021

 

يعمل من أجل النوعية لا من أجل الشهرة، يلحن وينظم الأغاني، عاشق لآلة العود، ويجيد العزف عليها، صقل موهبته بالدراسة الموسيقية، هاجسه تقديم الفن الأصيل والملتزم، يغني في بعض المشاركات إلى جانب العزف، شارك في مهرجانات عدة منها: مهرجان المحبة (عدة دورات) ومهرجان جمعية نادي أوغاريت الثقافي ومهرجان الطلائع، إضافة إلى أماسٍ موسيقية في أماكن عدة، بنظره الأغاني التراثية تلامس المشاعر الوجدانية وتحاكي على بساطتها وشفافيتها ضمن الكلمة واللحن أعماقنا وذكرياتنا، إنه الفنان (سمير حمشو  ارقيه).

– العزف على آلة العود، تحديداً، يعكس خصوصية هذه الآلة الحسية، كيف تعاملت معها؟

العود آلة رئيسية في التخت الشرقي، لها خصوصية منفردة تميزها عن الآلات الموسيقية الأخرى، ومن وجهة نظري هذه الآلة حسية قادرة على ترجمة عما يجول في النفس البشرية ومكنوناتها من مشاعر مفرحة تارة، وحزينة تارة أخرى، وهي أصدق تعبير عن المشاعر المؤثرة أو السارة، ولا تستطيع أية آلة أخرى أن تحلق في فضاء العزف وتضعك في حالة معينة إلا العود.

– ماذا أضاف لك التلحين في الغناء والعزف؟ وأين تجد نفسك أكثر من هذه الفنون؟

صحيح أنني أجيد العزف والتلحين والغناء، ولي تجارب في نظم كلمات الأغاني، لكنني بالأساس أنا موسيقي أحب التلحين، وأغني كهواية خاصة عندما أعزف على آلة العود، وتركيزي الأساسي على التلحين، ولي تجربة طويلة في مجال التلحين، ومحطات بارزة مع بعض الفنانين المعروفين وأكثر ما أسعدني التعامل مع الشاعر أحمد حسيب أسعد، وتلحيني لقصائد من تأليفه قُدمت في مهرجانات عدة خاصة أغنية البطولة، وما اعتمد كنشيد للمهرجان.

– كيف تدعم موهبتك ثقافياً وفكرياً وموسيقياً لإغناء مسيرتك الفنية؟

بالمطالعة في الدرجة الأولى وبالتدريب المتواصل مع الحرص على صقل الموهبة بشكل أكاديمي ومدروس فالموهبة لوحدها لا تكفي.

– كيف تعرّف الموسيقا؟ وما علاقتها بالسيكولوجيا؟

اللغة التي توحد جميع الناس على اختلاف بلدانهم هي الموسيقا، فهي نسمات لطيفة تهز أوتار العواطف، وأنامل رقيقة تطرق باب المشاعر، ويفهمها الكل على اختلافهم، ولها منزلة خاصة عند الأمم، عبدها الكلدانيون والمصريون واعتقدها الهنود وغيرهم روح الله بين البشر (سابقاً عبر التاريخ الطويل) وعند الرومان واليونان كانت إلهاً مقتدراً بنوله الهياكل العظمية، وقدموا القرابين والبخور كما نقلت إلينا آثار الآشوريين رسوماً تمثل مواكب الملوك تتقدمها آلات الطرب، بالنسبة للشق الثاني من السؤال: فهناك علاقة وثيقة بين الموسيقا والعلم السيكولوجي النفسي وهناك أيضاً آلية وميكانيزم معين يستطيع الفنان أن يقدم لمن يعانون من الكآبة والفصام وغيره من الاضطراب النفسي الكثير من الخدمة عن طريق إيقاظ المشاعر السارة المدفونة في أعماق اللاوعي أو اللاشعور مما يدفع بهؤلاء نحو حياة أفضل، طبعاً: الموسيقا تشفي الكثير من الأمراض، كذلك تدخل الموسيقا السكينة إلى قلوب الناس خاصة الهادئة منها، آثارها السحرية تحديداً على الأطفال الرضع.

– هل تعتقد أن للفن قدرة على تغيير المجتمع؟

نقول عن حضارة أو مدينة ما بأنها متقدمة من خلال وجوه كثيرة أهمها الفنون، فالفن تاريخياً معيار للتقدم أو للتخلف، جميعنا يؤمن بأهمية الكلمة الهادفة في عملية الإرشاد والموعظة، ويؤمن بأهمية الشعر الحماسي مثلاً في بث روح العزيمة، ويؤمن بأهمية رسالة الثقافة في رفع السوية الثقافية لدى الفرد والمجتمع.

كذلك الأمر بالنسبة للفن بكل أنواعه إذ يساهم في دفع عجلة التقدم إلى الأمام شريطة أن يكون الفن هادفاً عندها يكون له القدرة على تغيير المجتمع أما إذا كان الفن خاوياً مجرداً من نظمه فعلى الدنيا السلام.

– برأيك، هل تحدّ الظروف الحالية من الإقبال على تعلم الموسيقا؟

طبعاً لا، هناك أنشطة مكثفة في السابق حدّتها موجة كورونا، وما يبعث في نفسي التفاؤل والعزيمة هو مشاهدة الطلاب الذين يريدون تعلم الموسيقا في المعاهد الخاصة أو العامة، أو على يد أساتذة مختصين- مع الأخذ بعين الاعتبار الإجراءات الاحترازية –  فالطلاب يحملون آلاتهم الموسيقية المتنوعة، وتعلو وجوههم علامات الرضى متحدين الظروف الراهنة والعصيبة التي يمر بها وطننا الحبيب، متسلحين بإرادة قوية وعشق للحياة استلهموا إرادة الصمود والتحدي هذه من جنود الوطن الأوفياء الشرفاء الصامدين في وجه قوى الشر التي تحلم بتدمير وطننا الحبيب، لكنه حلم إبليس بالجنة، فسورية قلعة الصمود وبقيادتها الحكيمة وبحماة الديار الأشاوس وشعبها العظيم.

– كلمة أخيرة للفنان سمير ارقية..

الرسالة التي أصبوا إليها من خلال الفن هو تقديم الفن الملتزم عبر تقديم الأغاني الوطنية والقومية، وأتمنى أن يعم الأمن والأمان والسلام في كل أرجاء سورية الغالية كما كان في السابق، وأن يسود الوئام والمحبة و التآخي بين البشر.

رفيدة يونس أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار