الصيدليات ووسائل النقل وجهان للحيطة وعدم الحذر من وباء كورونا – فيديو

الوحدة : 4-4-2021

http://youtu.be/vLDoUSwXeE0

يبدو أن فيروس كورونا عاد ليضرب أطنابه بين مختلف المجتمعات بمزاياها ومواصفاتها المتعدّدة المتطورة ، عاد ليقبض على أجسادٍ أتعبتها أمراض أخرى مستعصية ، عاد ليفتك بمن يستكين ويستسلم لأعراضه ، عاد لينهي حياة دكاترة وأطباء تصدّوا له وللكثير من الأمراض الأخرى ، وهنا لا بد من إعطائه حقه والتنويه بأنه من بين أكثر الأمراض شراسة وفتكاً على بني البشر ، وهذا ليس استسلاماً وخضوعاً له ، لكن يجب العمل على المواجهة بحكمةٍ وعقلٍ رصينين والقيام بما يلزم للتصدّي لأعراضه شبه العادية ، حيث أثبتت جميع الإحصائيات أن نسبة الشفاء والتغلب عليه مرتفعة جداً ، لكنه ينال بمن جسده تعِب وغير قادر على المواجهة وأغلب هؤلاء هم أصحاب الأمراض القلبية والتنفسية وكبار السن ، حيث أصبحت مناعتهم ضعيفة وخارت قواهم في مواجهة غير متكافئة ومحسومة النتائج . أما الذي يساهم بإشعال فتيل انتشاره في مجتمعنا هو الضغط والحصار العالمي على مقدراتنا التي ساهمت بإفقارنا بأغلب القطاعات، ومنها فقدان المحروقات التي جعلت من قطاع النقل في حالة صعبة ، فكان لا بد من التقارب القسري ضمن وسائل النقل المزدحمة بحكم تقنين المادة وبالتالي عدم الاكتراث لقواعد الحيطة والحذر والوقوع في براثن العدوى وانتشار الوباء بين مختلف الفئات والأعمار ، بالإضافة إلى التقارب المكاني على الأفران الذي بدوره يساهم بعملية تفشّي المرض . ولكن يبدو أن أصحاب الصيدليات ومزاولي هذه الوظيفة هم حتى الآن أكثر حكمة وحذر من غيرهم بشأن الوقاية والحيطة من هذا الوباء من خلال وضع ذلك الحاجز البلاستيكي أو الزجاجي الفاصل والتعقيم المستمر ووضع الكمامة والكف الواقي ، حيث أنهم على دراية أكيدة بخطورته على جميع أفراد المجتمع وخاصة أنهم مضطرون لعملية الملامسة والاحتكاك المباشر مع صاحب تلك الوصفة الطبية وما تُخفي من خلال تعرّضها للكثير من المخاطر الوبائية وتنقّلها المتواصل بين الأيدي ابتداءً من مكتب ذلك الطبيب الذي كان على احتكاك مباشر مع المريض ، وبالتالي تنقّل العدوى على عدة مراحل ووصولها إلى تلك الصيدلية التي بدورها تقع ضمن دائرة الخطر حتى ولو كان هناك إجراءات احترازية من قِبل الطرفين ، فلا بد من مواصلة عمليات التعقيم بكل لحظة وعدم النسيان لأنه كما يقال (الغلطة بكفرة) . فأغلب دول العالم قد أتعبها هذا الوباء وأنهك اقتصاديات عالمية في سبيل إيقافه عند حدّه ، فنجحت بعضها بذلك وفي دولٍ أخرى ظهر مطوّراً نفسه متنكّراً بمزايا جديدة وخطورة غير مسبوقة، أخذ يضرب مجتمعات متقدّمة قدرتها على المواجهة كبيرة جداً من خلال اقتصاد ومال كبيرين ، أما نحن فلا بد من مواجهته بقوة الصبر والتحمّل التي لا يجارينا أحد بها والقيام بالترشيد والتوعية باستمرار ، وزج إمكانياتنا الطبية القديرة لردعه وحصره بمستوىً متدنٍ وقوقعته ضمن حدود أي مرض طبيعي قليل الفاعلية .

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار