حديقة دوار اليمن باللاذقية تستصرخ أوجاع وضعها المتردي تحت وطأة شدة إهمالها وحاجتها القصوى للمعالجة ومضاعفة الاهتمام!!

الوحدة: 31-3-2021

 

 

 

على الرغم من المساحة الواسعة، التي تتوضع عليها حديقة دوار اليمن، فضلاً عن أهمية موقعها الجغرافي الاستراتيجي والحيوي، الذي تمتاز به في صدارة المدخل الجنوبي الغربي لمدينة اللاذقية، وكونها أيضاً قرب مركز محطة القطار، وكراج البولمان، وبعض الجهات الرسمية، والمدارس.. ولتوسطها ما بين ناديين رياضيين عريقين ، هما: تشرين، وحطين. لكن كل ذلك، لم يشفع لها، كي تكون محط اهتمام الجهتين المعنيتين بالحدائق وصيانتها، ولهذا، كان لابد لنا من رصد الواقع الحالي المتردي جداً لهاتيك الحديقة على شتى الصعد.  

 

 * مشاهدات ميدانية لوقائع مأساوية:

 لدى جولتنا الميدانية في موقع محيط دوار اليمن، شاهدنا بأم العين الوقائع المأساوية المحزنة لوضع حديقته بواقعها الحالي، الذي يرثى له، جراء الإهمال وغياب الاهتمام، دون أي مبرر، أو مسوغ بأي تأخير أكثر من ذلك، لأن وضعها الطبيعي على صورتها الراهنة غير مقبول بأي شكل من الأشكال بتاتاً. وعند قيامنا بعملية إحصاء لمقاعدها، تبين أن عددها الكلي يبلغ ٦٠ مقعداً، وقد تعرض منها ٤٠ مقعداً للخلع والتكسير والاهتراء، وهذا العدد الكبير بحاجة لصيانة عاجلة، وما يترافق معها من أعمال دهان، الأمر الذي يستدعي الإسراع بالمعالجة اللازمة، وذلك من خلال إدراجها في أولى أولويات أعمال صيانة حدائق المدينة، و المبادرة بالمباشرة لصيانة مقاعدها المتكسرة، والقيام بتنظيف المسطحات المائية، التي تملؤها مخلفات من القمامة المتراكمة في أكثر من جهة منها، والناتجة – للأسف – عن رمي بعض الزوار لها من المفتقدين إلى ثقافة النظافة المأمولة للحفاظ على الأماكن العامة، على اعتبار أن ملكيتها للجميع. ونشير إلى أهمية حاجتها لزراعة أنواع زاهية من صنوف الزهور والورود الحولية الجميلة، وضرورة استبدال الدائمة منها، التي تعرضت لليباس بأخرى جديدة، ولاسيما بالتزامن مع قدوم فصل الربيع، وتالياً قبيل قدوم فصل الصيف، الذي تشتد فيهما الحاجة إلى متنفس طبيعي نقي ونظيف بالهواء الطلق، لينعم به أهالي و سكان المدينة، وعلى وجه الخصوص القاطنين منهم في الأحياء المجاورة للحديقة، ومعهم أيضاً مجموعات الوافدين من السياح والزائرين، الذين يقصدون هذه الوجهة من المدينة ، لأن الحدائق بوجه عام، تعتبر رئات حقيقية للمدينة، وتشكل متنفساً طبيعياً هاماً، ومشهداً جمالياً رائعاً، يستمتع بهما الجميع من الأهالي والسكان خصوصاً، والزائرين لها عموماً، كونها المتنفس المجاني الوحيد لهم في تلك المنطقة من المدينة. فضلاً عن أنها تحقق لهم الراحة النفسية، بعيداً عن تضاعيف مشكلات الحياة اليومية، وهمومها المثقلة بالمتاعب، التي تزداد يوماً تلو الآخر

. *أنين أوجاع معاناتها بمرآى بعض زائريها:

على هامش جولتنا الاستطلاعية لحديقة دوار اليمن، التقينا بعض زائريها الغيورين، الذين عبروا عن أنين أوجاع معاناتها، حسب رؤيتهم لواقع حالها المتدهور، ورؤاهم لها على صورة أفضل. ليالي سفلو-( مدربة رياضة) : ذكرت أن الحديقة واسعة، وذات إطلالة رائعة ومفتوحة على كل ماحولها، معبرة عن حزنها الشديد إلى ما آلت إليه حال هذه الحديقة بوضعها السيء والمهمل على هذا الشكل، جراء وطأة معاناتها المأساوية ، والناجمة عن تراكم القمامة، وعدم تفعيل مناهل مياه الشرب، وكذلك عدم وجود إنارة فيها مساءً، وهذه الأخيرة تشكل مانعاً- عندما يحل الظلام- للحؤول دون زيارتها، أو حتى مجرد المرور بها، ولاسيما من قبل السيدات والشابات والأطفال. وهنا، لابد من لفت النظر إلى تقصير الجهات المعنية في الاهتمام بالحديقة، وعدم قيام العامل فيها بمسؤولية دوره في العناية المطلوبة بكل شيء فيها، إضافة إلى غياب الوعي عند بعض المواطنين من أجل الحرص على الأماكن العامة في أثناء زيارتهم لها- وخصوصاً الحدائق- إذ إن العديد منهم للأسف يرمون أكواب القهوة البلاستيكية، أو ما في أيديهم من بقايا الأطعمة المختلفة على الأرض، بالرغم من وجود سلال معلقة إلى جانب المقاعد مخصصة للمخلفات، ما يؤكد على عدم وعي هؤلاء وأمثالهم بأن الحدائق، هي ملك لنا جميعاً.. لنتمتع بخضرتها الزاهية، وجمال طبيعتها الرائعة. ولذلك، ينبغي التشدد بالمحافظة عليها، والحرص على نظافتها كبيوتهم، وعدم العبث بأي شيء من محتوياتها إطلاقاً. وختمت رأيها بالقول: إنه من الجميل أن يكون الإنسان نظيفاً وحريصاً، ليس في منزله فقط، وإنما في أي مكان يذهب إليه من الأماكن العامة                            . أبو محمد (متقاعد): يرى من منظوره بأن الحديقة جميلة، وتقع في منطقة رائعة، تجمع الناس في المدينة من مختلف أحيائها، ولكنه أبدى استغرابه من الحالة المزرية ، التي آلت إليها مؤخراً، نتيجة عدم الاهتمام المطلوب من الجهات المعنية بها، إضافة إلى عدم الحرص عليها من أغلب زائريها، وكذا الأمر بالنسبة للعامل المخصص لها، الذي ينشغل عن عمله المحدد له بأمور أخرى تتعلق به، ضمن أوقات عمله الرسمي. وأظهر انزعاجه لعدم وجود دورات مياه موضوعة بالخدمة، كونها مغلقة، وتتراكم الأوساخ أمامها بشكل مقزز جداً. واقترح تعشيب الحشائش الخضراء، كيلا تكون مرتعاً للحشرات الطائرة من ذباب وبعوض، ولاسيما قبيل قدوم فصل الصيف. منوهاً بأن أنفاق المشاة المحيطة بالحديقة مغلقة أيضاً، ولا يتم الاستفادة منها بأي شيء مع العلم، أن هناك ضرورة لاستخدامها، وبخاصة من أجل عبور الأطفال مع عائلاتهم من الشارع إلى الحديقة وبالعكس، وهذا هو الخيار الأصح والأفضل والأكثر أماناً كحل بديل عن عبور مدار الشارع المحيط بالدوار، وسط زحمة كثيفة للسيارات، ووسائط النقل الأخرى المختلفة. محمد استنبولي – من الرواد الدائمين للحديقة – : يأتي إليها على فترات أسبوعية تقريباً، وقد عبر عن استيائه الشديد، جراء وجود مخلفات كثيرة للقمامة فيها، وعدم استخدام مناهلها المخصصة لمياه للشرب، لأنه لا توجد حنفيات لها، وكذلك عدم السماح للفتيان بلعب كرة القدم في داخلها، إضافة إلى أنه من الواجب إزالة أكوام سلال القمامة الصدئة والمهترئة، والتعويض عنها بأخرى جديدة في ذات مواقعها، والحرص على عدم التبول في الغرفة الثانية الموجودة في الحديقة، كونها مفتوحة بسبب تكسر بابها

. * وعود بإجراءات معالجة عاجلة :

الوحدة توجهت إلى الجهتين المعنيتين ذات العلاقة في مدينة اللاذقية، سواء من مديرية الخدمات و الصيانة، أو دائرة الحدائق، لنقل صورة الواقع المأساوي الحالي لحديقة دوار اليمن، وذلك بهدف معرفة إجراءات المعالجة العاجلة لها ، وكان الرد بالوعود من جهتيهما، كالآتي

: * مدير الخدمات والصيانة – المهندس ثائر جعفر:

أوضح أنه يتم التنظيف لجميع الحدائق بشكل دوري، إضافة إلى أعمال التقليم والتعشيب لها. وبالنسبة لحديقة دوار اليمن تحديداً، فقد جرى إدراجها، ضمن خطة الصيانة، بغية اصلاح مقاعدها المتكسرة، ودهنها، إضافة لصيانة أجهزة إنارتها، وذلك حسب الإمكانات المتوافرة. لافتاً إلى التنسيق مع المنظمات الأهلية لتركيب أجهزة طاقة شمسية في الحدائق، كونها مساحات مفتوحة عموماً

. *رئيس دائرة الحدائق- المهندس أكرم شلهوم :  

من جانبه، أكد على أنه بعد توقف موسم هطول الأمطار، سيتم تركيب الأخشاب لمعظم مقاعد حدائق مدينة اللاذقية، ودهنها.. وذلك بحسب الإمكانات المتاحة لدائرة الحدائق. منوهاً بأن أعمال التقليم والتعشيب والتنظيف تتم دورياً. هذا، وستتم خلال الفترة المقبلة أيضاً، زراعة حديقة ساحة اليمن بالورود والأزهار الحولية والنباتات المناسبة. وبحسب واقع تلك الحديقة ، وموقعها، فهي حقيقة يقصدها رواد كثيرون دوماً في جميع الأيام، ولذلك من الطبيعي أن تكون كمية المخلفات زائدة هناك ، كما أنه يوجد فيها عامل، ولكنه لايوجد لها حارس ليلي، كي يتولى الإشراف على حمايتها من أعمال العبث ، إضافة إلى أن العوامل المناخية، تتسبب بتعرض أخشاب المقاعد إلى التخخ، لأنها مكشوفة بشكل دائم.                                             ونوه أخيراً بأنه لديهم بعض النقص في عدد العمال والآليات، الأمر الذي يؤثر سلباً على أداء سير العمل بالشكل الأسرع والأمثل، علماً أنه توجد ورشات من دائرة الحدائق، تتابع عملها اليومي حتى خلال أيام العطل الرسمية والأسبوعية

. *تعقيب المحرر:

وبدورنا، نؤكد ضرورة مضاعفة الاهتمام الفعلي – وعلى أرض الواقع – بحديقة دوار اليمن، لكي لاتصل إلى ما وصلت إليه مؤخراً من وضع سيئ كحال صورة واقعها الراهن ، ولاسيما لما تمتاز به عن سواها من حدائق المدينة الأخرى بقيمة مضافة، وذلك بحكم قربها من بعض الجهات العامة المختلفة، ما يجعلها مقصداً ولو عابراً للاستراحة بالنسبة للعديد من زائريها، إضافة إلى أفواج القادمين والمغادرين للمدينة من المسافرين. كما نؤكد على دور جميع القاصدين لتلك الحديقة، وسواها من حدائق المدينة بأن يلفتوا عنايتهم الفائقة، وحرصهم الشديد والغيور للمحافظة عليها جميعاً من أي عبث بمقاعدها، أو ورودها، أو أشجارها، أو أجهزة إنارتها، أو رمي مخلفات الأطعمة والمشروبات فيها، وإنما رميها في الحاويات المخصصة لها حصراً. وبذلك تغدو حدائق المدينة على صورة مشرقة زاهية، ذات مظهر حضاري لائق ونظيف وجميل يستأثر بأنظار الجميع .

الحسن سلطانة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار