الوحدة: 30-3-2021
قيل لأرسطو : كيف تحكم على إنسان ؟!! فأجاب : أسأله كم كتاباً يقرأ وماذا يقرأ؟!!.. لنصنع جيلا ًيقرأ ) عنوان ندوة مساء أول أمس السبت أقامها المركز الثقافي العربي بطرطوس وبرعاية الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة وبحضور وزير الدولة لشؤون التنمية الأستاذ محمد سمير حداد ، وعدد من الباحثين والشباب والمثقفين شارك فيها الدكتور سليمان ريا والشاب محمد أبو عيسى ، والإعلامي بهاء مهنا قدم وأدار الندوة . في البداية كان هناك عرض لآراء مجموعة من الشباب ، وسؤالهم عن اهتماماتهم بالكتاب ونوع الكتب التي يقرؤون.
الدكتور سلمان ريا في مطلع حديثه بيّن أهمية هكذا عنوان كمشروع بناء أمة يقودها جيل نشأ على حب القراءة والمطالعة في زمن تدهور وانحطاط ثقافة تعلم القراءة ، وازدهار العولمة والقوننة والليبرالية الحديثة. علاوة على طغيان جيل المحمول والهواتف النقالة الذكية وغير الذكية من أجهزة أغنت معظم الشباب في البحث عن أية معلومة كانت من الكتب الورقية، ليوضح بعد ذلك عيوب ومزايا الكتاب الالكتروني عن الكتاب الورقي الكامنة في سرعة الوصول إليه وتحميله بسهولة عن طريق الشابكة ، إضافة لانعدام التكاليف المادية لاقتنائه والتي تعد من أصعب المشاكل التي تواجه جيل الشباب اليوم. كما أن الواحة الإلكترونية توفر حجماً كافياً للقراءة بدقة وباللغة المراد بها والزمان والمكان المحددين والمرغوب بهما. عن عيوب الكتاب الالكتروني أشار الدكتور ريا إلى أن انتشاره الواسع والكبير أضاع على المؤلفين حقوق النشر والملكية الفكرية حين أصبح متاحاً للجميع وعلى وسائل التواصل الاجتماعي وأضحى الأمر كسرقة موصوفة لجهود الآخرين خاصة عندما تكتب عبارات مجتزئة ،وتنشر سطوراًعدة مأخوذة عن كاتب معروف لتنسب للذي خطها على الشابكة ، حتى أصبحت الفروق ضبابية وغير واضحة بين المثقف والمسطح فكرياً .وهنا تأتي حميمية العلاقة بين القارئ والكتاب الورقي والذي يعد المرجع له بأية لحظة يريدها ومن دون كهرباء والوقت ملك له.. الشاب محمد أبو عيسى شارك الدكتور ريا أهمية هكذا موضوع، وخطورة ما وصل إليه الشباب العربي خاصة السوري منه خلال العقدين الماضيين فقد جاءت الإحصائيات سنة 2016 على أن ربع سكان العالم العربي يعاني أمية القراءة والكتابة فكيف بالمطالعة .وأصبح الحال كمن يرمي سهماً في مستوعب للتكنولوجيا ، ويركض لاهثاً إلى ما وراء حدود الزمن والتقدم المعرفي والفكري.. السؤال الهام والأهم كان : كيف نجعل جيل الحاضر والمستقبل يتعود قراءة الكتاب واقتنائه في زمن تبدو فيه مشاكلهم أكبر من مشكلة تلقف المعرفة والمعلومة وقراءة الكتب ؟!! حلول طرحت – من الحضور والقيمين على الندوة -كان أهمها تعزيز البنية التحتية الثقافية لهكذا مشروع ألا وهي جيل الشباب ليتسنى للبنية الفوقية ( القدوة الحسنة في المنزل ) توجيهها ودعمها معنوياً وفكرياً ومادياً. يليها دور المدرسة في استثمار الوقت المستقطع من حيث تنظيم الندوات الفكرية والمنتديات في المراكز الثقافية وتقديم المكافآت للقراء وبهذه الطريقة نصنع حافزا مهما للأجيال القارئة .. المقدمات والمدخولات الجيدة والإيجابية تعطي دوماً نتائج ومخرجات معافاة و إيجابية … العالم ديكارت قال : * كلما ازددت علماً ، ازددت يقيناً بجهلي * لتكن القراءة والثقافة هي المبتغى للجميع نقضي بها على حالة الترهل العامة ، ونعيش حالة من الرفاه الفكري والروحي ثقافة ومعرفة واقتصاداً….
نعمى كلتوم