الوحدة 20-3-2021
بمناسبة أعياد آذار، أقيم مهرجان في مدينة حماة، بالمركز الثقافي، وقد شاركت فيه مجموعة من الشاعرات من اللاذقية وطرطوس، وجاء بعنوان، أزاهير الشعر، وكان الهدف منه تقديم تحية محبة ووفاء للوطن، وفي حضرة الثقافة والإبداع والمبدعين لابد من حضور الجمال، وكل عناوين الدهشة والروعة والبهاء، تناوبت الشاعرات في تقديم عصارة أرواحهن وخيالهن وجمال قلوبهن من لوحات بمداد الكلمات وتلاوين اللغات، للوطن والإنسان والأرض والحب، والشاعرات هن على التوالي: نرجس عمران، علا عبدالله، نجاة خليل، ميساء علوش، وقد شاركت الفنانة التشكيلية ازدهار ناصر في هذا المهرجان غيابياً، إذ ألقت الشاعرة نرجس عمران نيابة عنها قصيدتها التي هي بعنوان، أنا دمشق، وهذا نصها:
من أكون؟
ويحكّم منْ أنا هلْ تعلمونْ؟
أنا الحلقةُ الأصغرُ
على سطحِ التكوينْ ودائرةُ السكونِ ولكن لستُ الأضعفَ
الدوائرُ من حولي تدورُ وتدورُ وتدورْ
أنا النقطةُ الأحاديةُ
أنا المركزُ بلْ أنا السكونْ
أنا البذرةُ ومبدأُ الحياةِ ومنها ابتدأ الكونُ
أيّها المعادي لا تحاولْ الاحتيال
وأنتَ أيّها البادي لا تُتعبْ نفسكَ
لا تحترْ
وأنت أيّها الغادي لا ترتبْ
أنا الساكنةُ وحتماً لي الاختيار أتربعُ على عرشِ الأنا بامتيازْ
أنا التي بالمحبةِ أفتحُ الذراعين كعلامةِ خيرٍ وأمان وحنانٍ دفينْ
بقايا سوري القديم
يحتضنُ بيوتاتِ الخشبِ والطينِ
بشوقِ عاشقٍ تفخرُ عرائشُ الياسمين
لعناقِ الشرفاتِ والنوافذِ بروعةٍ وحنين
أبوابي ارتبطتْ بالكواكبِ السبعةِ مع اليقينْ
أولها بابُ شرقي رمزٌ لشروقِ الشمسِ حينَ تشرقُ وتزول وتاليها بابُ توما بساحتهِ وشوارعهِ السبعةِ لكوكبِ الزهرةِ رمزٌ يؤول وثالثها بابُ السلامِ رمزُه للقمرِ…. فيه الناسكُ والشيخُ والخوري يجول أمّا رابعُها بابُ كيسانَ بالرمزِ لكوكبِ زحلَ يعود وخامُسها بابُ الفراديسِ لعطاردَ رمزٌ يكون سادسُها بابُ الجابيةِ للمشتري رمزٌ لايخونُ وسابعُها البابُ الصغيرُ وللمريخ رمزٌ يدور أعتابي وأبوابي سبعة
وأطيافي تفوقُ السبعة
أيّها الداني إلى الجامعِ الأمويِّ
إنْ فقدْتَ طريقكَ لاتحدْ ولاتحلْ
عليك الاستدلالُ بكنيسةِ السيدةِ البتولِ
وإنْ كانَ بابُ مصلى ونوافذُهُ مقفلة فمفاتيحُ باب السريجةِ بانتظاركَ معلقة وإنْ قرعتَ بابَ توما سيفتحُ لكَ بابُ الجابيه ألف ألف نافذة
فكلُّ أبوابي واحدة
مَنْ أنا هل علمتُمْ مَنْ أكون؟
أنا مزجتُ الواقعَ المعاصرَ بالتاريخِ أنا العاصمةُ هل تدركون؟ أنا دمشقُ.. أنا دمشقُ.. أنا دمشق، أنا عاصمةُ الكونِ هل أدركتُمْ مَنْ أكون؟
أنا دمشقُ مبتدأُ التكوين والكونِ.
د. رفيف هلال