المعلم والأم .. في عيديهما وقفة وفاء لعطائيهما ورسالتهما السامية

الوحدة: 18-3-2021

 

 

يقترن شهر آذار بمناسبتين عظيمتين في المعنى والمدلول وهما – عيد المعلم وعيد الأم – في وقفة وفاء لعطائهما ورسالتهما السامية ، من خلال ذاكرة أجيال تختزن التقدير والاحترام لأيامٍ حملت معها أحلى الأوقات وأكثرها فائدة مع أناس احتضنوا العلم والقلم وغرسوا فينا المعرفة والمعلومة بحبٍ وعطاء ، وكذلك من خلال ذاكرة تختزل كل كلمات الحب والعطاء للأم ، لأنها خير لا ينضب وروح لا تكل، ولذا فإن شكرها والتعبير عن حبها هو أقل ما يمكن تقديمه لها ، ولتجسيد هذه المعاني العظيمة يأتي احتفال العالم سنوياً بهذين العيدين تقديراً لهذا الدور الإنساني لهما ، رغم أن الحروف تبقى عاجزة عن التعبير عن مشاعرنا وعواطفنا تجاههما واختزالها في عبارات قليلة. وفي هذه السطور نقتبس أجمل الكلمات لتعبرعن المعاني والقيم السامية التي تخطها الأجيال تقديراً واحتراماً لكما ولسمو رسالتكما وجزيل عطائكما ، من خلال اللقاءات الآتية : عن معاني عيد المعلم وقدسية هذه المهنة قال السيد عماد نصرة – مدرس : مهنة التعليم مقدسة تتطلب من المعلم أن يتحلى بالصبر والحكمة والذكاء.. رسالته إنسانية بامتياز، يقضيها بين المحابر والمنابر لكي يحرر العقول من الجهل ويرسم لأبناء الوطن درباً صحيحاً سليماً إلى المستقبل، فمن الواجب رد الجميل له، في عيده بتكريمه وتبجيله. فعيد المعلم هو محطة لتكريس ثقافة العطاء عند أطفالنا الذين هم أمل المجتمع وأمل الوطن . وعن الفرح في إيصال الرسالة السامية للتعليم إلى أطفالنا قالت المعلمة سناء سلوم: أشعر بمتعة الوجود اليومي مع تلامذتي ، هم أطفالي. أعرف كل طفل حين يفرح وحين يبكي ويشاغب، ألمس طاقة كل طفل منهم والأطفال طاقتهم غير محدودة ويحتاجون لمتابعة دقيقة وعالمهم عالم خيالي، وعيدنا هو حين نشعر أننا نزرع الفرح والعلم والحب والقيم الجميلة في نفوس أطفالنا، هذه سعادتنا الحقيقية. هذه هي مكافأتنا من مهنة التعليم، وهو عيدنا الحقيقي، في أن نرى الجميع متفوقاً وناجحاً وطموحاً، في تحقيق مراتب متقدمة في المدرسة وفي حياتهم المستقبلية. الطالبة ميادة الأشقر، قالت : أحب مدرستي ومعلماتي ، وأفرح حين أضيف شيئاً جديداً على معلوماتي ومعارفي . العلم بحر، والمعلم ربان سفينة ، يبحر بنا إلى شواطئ العلم . وكل من جعلني أحب العلم والمعرفة، هو بمثابة معلم لي : أمي ، أبي ، معلماتي … كل هؤلاء خير من يزرع فينا حب العلم، ولذلك، أقول لكل هؤلاء أنتم شموع تضيء حياتنا ومستقبلنا، ومهنة التعليم هي أشرف مهنة في الوجود. الطالب مازن اسكيف ، قال : ننهل من أساتذتنا العلم والمعرفة، ونتعلم منهم كيف نكون من المتميزين في دراستنا وحياتنا. نشكر جهود كل المعلمين والمعلمات، الذين يقدمون لنا خبراتهم ومعارفهم كي نصبح جيلاً متعلماً مثقفاً ناجحاً في الحياة. ولأنها الأم .. فإن الاحتفال بيومها هو تقدير لمكانتها ودورها ولإبراز قيمة الأمومة في مجتمعنا . . ففي ذكرى عيدها نتساءل: ماذا يعني هذا اليوم؟ وما أهم ما يمكن القيام به في مثل هذه المناسبة التي تحتفي بمكانة عزيزة للأم في قلوب الناس؟ وكيف نستثمر هذا اليوم بشكل صحيح حتى نجني ثماره على الصعيد الإنساني والاجتماعي والأخلاقي والتربوي؟ السيدة سمر نوفل – مهندسة – قالت : إن الاحتفال بهذا اليوم يعدُّ تظاهرة عالمية في كل المجتمعات الإنسانية اعترافاً بدور الأم ومكانتها وقيمتها، فالأم تستحق أكثر من يوم للاحتفال بها، والتذكير بفضلها ودورها في الحياة . وهو مناسبة لغرس معاني ودلالات هذا اليوم في نفوس الأطفال من الجيل الجديد، وعلينا كأمهات وأبناء أن نستثمر عيد الأم في نشر ثقافة الحب والعطاء، وأن نوجه رسالة حب وتقدير إلى جميع الأمهات في بلدنا الحبيب سورية وخاصة أمهات الشهداء فهن من يحملن معاني العيد بكل معانيها ودلالاتها . السيدة سماح وزان – موظفة – قالت : يطول الحديث عن الأم وما تحمله هذه الكلمة من معان عظيمة، فهي الحنان والطيبة والأمان والسلام، هي المعلمة والممرضة والمهندسة والعاملة وبنفس الوقت هي الأم، التي تفني ذاتها داخل البيت وخارجه، كي تربي أولادها وهدفها أن يكونوا في أعلى درجات التفوق والنجاح، الأمومة رسالة وجود واستمرارية، وتجدد للبشرية، فلولا الأم لتلاشت الحياة. وجودها هو حكمة إلهية عظيمة، هي مثل الشجرة تزهر ومن ثم تعطي الثمار، هي الربيع بل هي كل فصول الحياة وأجملها. الصديقة مايا الياس، قالت : أمي هي كل حياتي، ولاشيء أغلى من أمي . حين تقوم بكل أعمال المنزل ، أو تجلس لتعلمنا وتهتم بكل تفاصيل حياتنا، أشعر بأن الحياة تدب في كل زاوية من زوايا البيت ، في عيدها أقول لها ولكل الأمهات، أنتن شموع دائمة الضياء في حياتنا وأرواحنا وذاكراتنا التي تلتقط الحنان من عيونكم وقلوبكم التي هي قلوب مقدسة. الصديق قصي يوسف قال : في عيدهن ، نقول لكل الأمهات كل عام وأنتن بخير، نحن لا وجود لنا لولا حنانكن ورعايتكن ومحبتكن وعطائكن اللا متناهي. وفي عيدكن ، أنتن حتماً، لا تنتظرن الهدايا، فهي آخر اهتمامكن، فبسمة من طفل تعادل كنوز الأرض . ونجاحنا هو فرحتكن، وتفوقنا وسعادتنا، هي أحلى أمنياتكن . و يبقى يوم العيد مناسبة للاحتفال بالمعاني الإنسانية العميقة ، فالأم رمز وقيمة للعطاء والتفاني والحب ، وللمعلم رسالة سامية يعد فيها جيلاً صالحاً مسلحاً بالعلم والمعرفة. وعلينا أن نغرس هذه القيم في نفوس أطفالنا، وأن نقدم التحية والتقدير لكل المعلمين ولكل الأمهات فهم من سهروا وضحوا بأجمل أيام حياتهم من أجل تربية الأجيال لكي يتحملوا المسؤولية بدورهم تجاه أبنائهم ومجتمعهم ووطنهم مستقبلاً .

فدوى مقوص

تصفح المزيد..
آخر الأخبار