الوحدة: 14-3-2021
أقام قصر الثقافة في بانياس محاضرة بعنوان ثورة ٨ آذار… المسيرة مستمرة تحدث فيها الدكتور نور الدين نيوف عن مرحلة ماقبل قيام ثورة الثامن من آذار وهذه المرحلة كانت عبارة عن مخاض امتد من بداية القرن العشرين بالثورة العربية الكبرى وماتلاها من ثورات لتبدأ حركة التحرر العربية وما إن نجحت هذه الثورة حتى قام الاستعمار الغربي بضربها باتفاقية سايكس بيكو وتقسيم الدول العربية إلى أقطار متفرقة إلا أن وعي الجماهير دفعهم للقيام بثورات ضد الاستعمار في كافة الأقطار و كان هناك تعاون وثيق بين هذه الثورات على الرغم من تجزئة الاستعمار كثورة الشيخ صالح العلي و الثورة السورية الكبرى و ثورة إبراهيم هنانو وغيرها، ونوه نيوف إلى أن نقطة البداية لهذه الثورات كانت من خلال معركة ميسلون وخلال هذه الأحداث كان في سورية عدة أحزاب منها حزب الكتلة الوطنية وحزب العمل القومي ومن هنا كان نشوء حركة البعث لأنها كانت ملتصقة مع الجماهير لتلتف حولها الجماهير وتؤكد ضرورة وجود دولة عربية واحدة مستقلة ذات سيادة فكان لها دور في الاستقلال من المستعمر الفرنسي، ليتم تشكيل حزب البعث العربي الاشتراكي في مؤتمر التأسيس الأول ثم نشأ النضال السلبي لتبدأ بعده مرحلة الانقلابات المتكررة من عام ١٩٤٧ وحتى ١٩٥٨ حيث كانت سورية منهكة بعد خروجها من مرحلة الاستعمار الفرنسي وزاد من ذلك الانقلابات المتكررة فلم يكن هناك أمن أو استقرار أو حتى تطور نحو البناء، و كان حزب البعث يناضل ضد هذه الثورات و ضد الحكم التسلطي و ضد البرجوازية و الاقطاعية، كما كان له دور فاعل في قيام الوحدة بين سورية ومصر و لكن بعد قيام الوحدة و نتيجة الخوف منه كان هناك تسلط من الانتهازيين على الرفاق الحزبيين ليقوم بعدها الاستعمار بالاشتراك مع الانتهازيين بالانفصال الذي حدث ١٩٦١، و في هذه المرحلة انحل الحزب ليعود الرفاق البعثيون بالالتفاف حول بعضهم فأصدرت القيادة القومية بإحداث قيادة قطرية مؤقتة في سورية وعقد المؤتمر القومي الخامس الذي أعطى شكل الوحدة لتكون عبارة عن اتحادات حيث لكل إقليم ظروفه الخاصة و برلمانه الخاص، و ظهر في هذه المرحلة بعض المتسلطين الذين قاموا بالضغط على الرفاق البعثيين لمنع قيام الوحدة مرة أخرى. فالتف الرفاق البعثيون وقاموا بتفجير ثورة الثامن من آذار واستلام السلطة في القطر العربي السوري. ثم تحدثت ابتسام حيدر عن منجزات ثورة ٨ آذار وخاصة أننا شاهد عيان على هذه المنجزات ومنها تحول سورية إلى بلد مؤسسات بالإضافة إلى أثرها الإيجابي على المستوى الزراعي حيث أكدت أن الأرض لمن يعمل بها و قضت على الإقطاع و شجعت على اتباع سياسة الاكتفاء الذاتي، وفي مجال التعليم بعد وجود جامعتي دمشق وحلب بات هناك العديد من الجامعات و مئات المعاهد بالإضافة إلى إلزامية التعليم ومجانيته، أيضاً وجود الإدارة المحلية والتجربة الرائدة في اللامركزية، و وجود المنظمات الشعبية و وصولنا إلى الديمقراطية الشعبية من خلال حكم الشعب نفسه بنفسه وغيرها، وأخيراً أكدت أن ثورة الثامن من آذار هي البنية التحتية للبلد وهي السبب الرئيس لصمود بلدنا حتى اليوم.
رنا ياسين غانم