لغة الضاد بين العالمية و(العربيزية)

الوحدة 11-3-2021

 

 

ختام أسبوع الفعاليات والأنشطة التي أقامها المركز الثقافي العربي بطرطوس احتفاء باللغة العربية عنوان هويتنا الحضارية أقيم ظهر أمس وبالتعاون مع لجنة التمكين للغة العربية ندوة بعنوان (مكانة اللغة العربية بين اللغات العالمية) بحضور الأستاذ رئيف بدور عضو المكتب التنفيذي نائب رئيس اللجنة الفرعية للتمكين للغة العربية، وأعضاء اللجنة، وفعاليات ثقافية وأهلية وحزبية…

ركزت الندوة على ثلاثة محاور وجميعها أكدت أهمية اللغة العربية على المستوى العالمي وقدرتها على الاستمرارية برغم الظروف الصعبة والمراحل المظلمة التي مرت بها خلال العقدين الأخيرين، فالشعوب الناطقة باللغة العربية تقدس نظرياً اللغة وتهملها عملياً هذا من جهة، كما أن التقصير العلمي والحضاري العام بقصد أو من دونه سبب أزمة حضارية لارتقاء ونهضة البلد ثقافياً وفكرياً ولإجبار العالم للاعتراف بلغتنا الأم، اللغة الرابعة عالمياً بعد الصينية والإنكليزية والإسبانية لما لها قدرة استيعاب عظيمة وبشهادة الباحثين وعلماء اللغات الأجانب، إضافة إلى تأثيرها الواضح في عدة لغات أخرى كالإسبانية والإيطالية وقدرتها على التعامل مع اللغات الأخرى…

وأضافوا إلى أن النتاج الحضاري للعلماء الأقدمين كالخوارزمي وابن رشد وابن النفيس وابن سينا إلا بعض من أمثلة التفاعل العالمي مع اللغة العربية وحضارتها..

الدكتور ماهر الحبيب عضو لجنة التمكين للغة العربية تحدث عن مفهوم اللغة الأم والمعايير التي تحدد عالمية أي لغة من حيث الكم والنوع أي من حيث عدد المتحدثين بها وانتشارها كلغة ثانية واستخدامها في التعامل الدولي والمنظمات الدولية، وطبقاً لتلك المعايير فقد احتلت اللغة الأم المرتبة السادسة بين اللغات تبعا لناتج التأثر والتأثير في الميدان الحضاري كلغة قوية وثابتة خاصة بالمضمار الديني والتجاري..

 خطر تراجع وتشرذم لغة الضاد وأثرها وتأثيرها عالميا بدأ يتسلل إلى مجتمعاتنا منذ عام 2008 تحديدا حين عدم اقتصار المحتوى الرقمي العربي على اللغة الفصحى وفوق ذلك بدأت اللهجات المحلية والمصطلحات ذو الأهداف المعادية (العربيزية) تنتشر في أدق تفاصيل حياة الشباب العربي كالكلمات الصادرة والواردة عنهم ومنهم عبر الشابكة والاختصارات غير المجدية والمفيدة الجمل الكاملة واستبدالها بأحرف إما فرنسية أو إنكليزية أو حتى عربية هجينة…

لغتنا العربية أصيلة وقوية والثقة بها يجب أن تكون بمقدار قوتها كلغة لا تفنى بفناء متحدثيها هي لغة الحاضر والمستقبل بشهادة أهل الحضارات الغربية والعالمية وروسيا الاتحادية مثلاً، حين اختار العلماء الروس اللغة العربية من بين جميع اللغات لكتابة رسائل ستدفن مع معدات وتكنولوجية نووية في أماكن محمية من حرب نووية قادمة، في تأكيد منهم إلى أن اللغة العربية هي اللغة الوحيدة التي تحمل في مفرداتها الأصيلة مقومات الديمومة.. 

نعمى كلتوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار