الوحدة : 8-3-2021
ريم درويش ممثلة من اللاذقية، خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل، عضو نقابة الفنانين.
عرفناها من خلال لعبها للكثير من الأدوار التلفزيونية وبرزت في العديد من الأعمال الدرامية الهامة ومع كبار المؤلفين والمخرجين السوريين، فأثبتت أنها ممثلة صف أول بتصنيف الجمهور لها لأنها برعت وأجادت في تجسيد أدوارها، فكسبت ثقة المشاهد بوجهها المحبب للكاميرا وإقناعها له من خلال الشخصيات المختلفة التي أدتها نذكر من مسلسلاتها مسلسل: (كحل العيون) من تأليف محمد مرعي وإخراج نبيل شمس و (أزواج) من تأليف رياض نعسان آغا وإخراج هيثم زرزوري، وفي الكوميديا مسلسل (جوز الست) من تأليف د. زياد الريس وإخراج سيف الدين سبيعي عن دخولها عالم الفن وتجربتها كان لنا معها اللقاء التالي:
*لابدّ من الحديث عن البدايات ومن ثمَّ دخولك لعالم الفن.
كأغلب الفنانين الذين تولد لديهم الموهبة فطرياً، منذ طفولتي وبعمر عشر سنوات شاركت بأعمال مسرحية مع منظمة الطلائع، واستمرت مشاركاتي بالازدياد تدريجياً بالنشاطات الفنية التي صادفتني لحين تخرجت من الثانوية، ووضعت هدفاً بدخولي ودراستي بالمعهد العالي للفنون المسرحية وانفتح الباب أمامي لدخول هذا العالم الواسع الجميل والشائك في نفس الوقت، وكانت أول مرة أقف أمام الكاميرا في سباعية (كوابيس منتصف الليل) للمخرج محمد إسماعيل الآغا.
وكيف واجهت هذا البحر الواسع الذي أغرق ويغرق كثيرين؟.
هذا صحيح، كما قلت ، بالفعل عالم التمثيل واسع كالبحر ويوجد فيه الكثير من الخبايا والأسرار والصعوبات والعوائق، لكن لا بد من المواجهة ومعرفة سرّ المهنة أو سر الخوض في رحاب هذا العالم.
الفنان معرض دائماً لإغراءات وتنازلات، لكن ما يمّيز الفنان الحقيقي التزامه بقيم الحياة وأهمها الابتعاد عمَّا يشوه إنسانيته.
ومنذ قررت الدخول في هذا العالم، تسلّحت بخبرتي الشخصية وقراءاتي الخاصة وأسسي ومبادئي التي صنعتها، فأنا لا اعتمد في حياتي على أشخاص ولكن أضع أهدافاً وأحاول تحقيقها وإن لم أنجح لا أستسلم بل أعاود المحاولة، الموضوع يحتاج لخبرة وإصرار على المواجهة والنجاح، أواجه بكل قوة وثقة فمرحلة حياتي الأكاديمية أعطتني خبرة إضافية إلى الحياة التي تعلمك شيئاً جديداً كل يوم.
صنعت أسلحة أحقق فيها أهدافي ونجاحاتي من دون أن أؤذي الآخرين.
*أدوراك بكل تناقضاتها من البدوية إلى الراقصة تؤكد أنك نجمة صف أول فلماذا قلة ظهوراتك أم أنك مُبعَدة؟.
قلة ظهوري ليس بسبب الموهبة أو عدم ملائمة الدور، فالممثل الحقيقي البارع يؤدي أي دور يُطلب منه ومهما كانت الشخصية صعبة ولكن ابتعادي يعود لأسباب عديدة تتعلق بخيارات المخرجين وشركات الإنتاج فالشللية والمحسوبيات والواسطة والتنازلات، هي من تحكم على أغلب الفنانين وليس فقط أنا.
الساحة الفنية السورية مليئة بمواهب احترافية فذّة ومخضرمة، ولكن أين هم اليوم؟.
وهناك جزء أيضاً يقع علي فأنا صعبة في اختيار أدواري، وأرفض المشاركة في أدوار لا تناسبني أو لا تليق بي.
ولا ننسى الجو العام الذي عشناه في الحرب واليوم جائحة كورونا التي أثرت على الوسط الفني بأكمله وعلى الدراما السورية.
*شاركت بأعمال هامة جداً لكبار المخرجين السوريين وحتى في المسرح كانت لك مشاركات هامة، فإلى أيهما ميلك الأكبر التلفزيون أو المسرح؟
صحيح كان لي تجارب رائعة مع أهم كبار الفن السوري وأذكر من تلك الأعمال (أحلام كبيرة) (التغريبة الفلسطينية) للراحل الكبير حاتم علي و(حدث في دمشق) للمخرج الكبير باسل الخطيب، و(كسر الخواطر) للمخرج نذير عوّاد، و (أشواك ناعمة) للمبدعة رشا شربتجي و (قاع المدينة) للمخرج سمير حسين وغيرها الكثير، إضافة إلى مشاركات المسرح أذكر أهمها في المسرح القومي وأول عمل مسرحي بدأت به وهو ((قبعة المجنون)) للمخرجة الراحلة مها الصالح، وآخرها ((عنتر وعبلة)) من تأليف د. رياض عصمت وإخراج هشام كفارنة.
وبالخلاصة أعشق الفن بكل مجالاته ولا أفضل منحى فيه على آخر، وإنّما أنتقي الدور الفني بما يتلاءم مع شخصيتي وهويتي وتصوراتي الفنية لا أفضل المسرح على التلفزيون، لكن في المسرح أشعر بمتعة وارتياح أكبر بسبب قربي المباشر من الجمهور وتفاعله الحي الصادق الذي يعطي دفعاً كبيراً للفنان ويقيمه بصدق…
* هل من كلمة أخيرة تحبين إضافتها لمن يريد دخول عالم الفن؟
نصيحتي لمن يحبون هذا المجال، إذا كانت لديهم موهبة حقيقية، اصقلوا مواهبكم بجهد حقيقي جدي، ومعرفة وخبرة اصنعوها بأنفسكم بجهودكم، لا تتكلوا على أشخاص يحبطونكم ويضعون العصي في دواليب عجلاتكم.
ضعوا لأنفسكم أهدافاً وتخطوا الأشخاص السلبيين، قد تخطئوا وتقعوا في عوائق يمكنكم المحاولة من جديد وتخطيها فمن الأخطاء نصنع أو النجاح، ومهما كانت ظروفكم قاسية وأبعدتكم عن ما تحبونه، تحدوها فكل الصعوبات ستتلاشى بمرور الوقت، طالما تمتلكون الموهبة والشغف لهذه المهنة.
مهى الشريقي