الوحدة : 8-3-2021
أقل من أربعون يوماً على انطلاق السباق الرمضاني للدراما السورية وفي جعبتها العديد من أعمال البيئة الشامية التي تعود الى الشاشة مجدداً, لكن عادةً ما يرى فيها الجمهور ما هو مكرر بنمطية الشخصيات والحكاية إضافة لتناول حياة الدمشقيين في مختلف الفترات التاريخية ما يعرضها دائماً لانتقادات لاذعة لأسباب عديدة إما لمغالطات تاريخية وأخرى لحياة افتراضية يعيشها الدمشقيون لا تخرج من دائرة (الخنجر) و(أمرك ابن عمي) وصوت (الببور) الذي يكرس دور المرأة ضمن جدران المطبخ وانشغالها بتحضير (الباشا وعساكره او طباخ روحو)
و بالرغم من حداثة تلك الأعمال لكن لم تنصف مشاركة المرأة في المجتمع على اختلاف المجالات اجتماعية أو سياسية في حين وثقت بعض الأعمال والقليل منها شخصية المرأة السورية المتحررة الفاعلة في الحياة السياسية والاجتماعية بعيداً عن (الكفكفة).
فقبل سبعة وعشرين عاماً خط الكاتب دياب عيد (حمام القيشاني) بأجزائه الخمسة مستنسخاً الواقع الدمشقي بصورته الحقيقية تلك الفترة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياَ وبكل ما ذكرت كانت المرأة حاضرة.
ها هو باب الحارة يفتح بابه أمام المشاهدين للمرة الحادية عشر وسط تململ المشاهد من التكرار والتلاعب بمصير الشخوص وضعف الحكاية ما يجعله مادة دسمة للنقاد مع استمرارية السلسلة الأطول في تاريخ الدراما السورية, والسؤال هل سيكتفي أصحاب العمل مع تبدل الأدوار من ميسلون الى قبنض باستكمال السلسلة؟ الجواب في ملخص لحديث أحد المنتجين (ممكن نصل للجزء العشرون مادام الجمهور راضي والمسلسل مباع لأكثر من محطة) أين المشكلة إذاً؟
يبدو أن المسلسلات الأكثر رواجاً وربحاً هي أعمال البيئة (الشامية) بغض النظر عن المحتوى وتعددية الأجزاء فلم يكن باب الحارة هو الوحيد الذي فتح أبواب الدراما السورية في العالم العربي وحتى الأوروبي.
هناك أعمال كثيرة لاقت الاستحسان والرضى لدى المشاهد العربي وكانت اللبنة الأولى وحجر أساس لأعمال البيئة الشامية منها صح النوم لـ (دريد لحام ونهاد قلعي) مزجت بين الواقعية والطرفة فحصد ما حصده من نجاح.
يصل العمل لأعلى درجات النجاح ويقف أمامه المشاهد منبهراً ومتأثراً عندما تكون خيوطه متكاملة متجانسة نصاً وتمثيلاً وإخراجاً فكان (أسعد الوراق) وباعتقادي نقطة تحول بالدراما السورية والأعمال الشامية على وجه الخصوص عندما حول هوزان عكو على الورق رواية الاديب صدقي إسماعيل (الله والفقر) نصاً متميزاً وعندما أبدع تيم حسن أمام الكاميرا وحين أدخلتنا رشا شربتجي تلك الحارة الدمشقية لنعيش بأدق تفاصيل الحياة فيها حيث لامست الواقع الحي بعيداً عن العنتريات
اليوم أكثر من عشرة أعمال للبيئة الشامية بعد غياب سنوات تدخل عجلة السباق الرمضاني ومن أبرز تلك الاعمال المنتظرة (الكندوش) تأليف حسام تحسين بيك وإخراج سمير حسين و(العربجي) تأليف عثمان جحي وإخراج تامر إسحاق وتعود رشا شربتجي هذا الموسم من خلال (حارة القبة) كتبه أسامة كوكش و(عرس الحارة) من إخراج كنان إسكندراني وتأليف مروان قاووق و(ولاد سلطان ) تأليف سعيد الحناوي وإخراج غزوان قهوجي ويعود (باب الحارة) بنسخته الحادية عشر بتأليف مروان قاووق وإخراج محمد زهير رجب وللأخير أيضاً (بروكار) بنسخته الثانية من تأليف سمير هزيم أما (سوق الحرير) الذي لم يحقق لصناعه المأمول يعود ولكن للكاتب سيف حامد وللمخرج المثنى الصبح.
من المبكر جداً الحكم على أغلب الاعمال ومنها الجديدة لكن العديد من المسلسلات التي شهدت تكرراً في السابق لم ترتقي للمستوى المطلوب.
صبحي سحاري