شرفات ملونة بالشوكولا للكاتبة رنا محمد تحصد الجائزة الأولى بمسابقة أدب الأطفال

 الوحدة : 4-3-2021

 

من تجربتيّ الأمومة والتعليم ، استلهمت الكاتبة رنا محمد النواة الأولى لموضوعات قصصها الموجهة للأطفال، فكانت نموذجاً لأدباء تعايشوا مع عالم الأطفال في حركاتهم وتصرفاتهم ومواقفهم اليومية واستقوا أفكارهم من واقعهم الخاص، فلونوا لهم الطبيعة في قصصهم و قدموا لهم النصيحة أو المعلومة من خلال حوار بين مكونات متناغمة أو متناقضة شكلاً ومضموناً، أو أرشدوهم إلى القيم السلوكية السامية من خلال مشاهد قصصية تثير مخيلتهم وتحفزها على التحليل والاستنتاج الصحيح للقيمة المراد إيصالها…

 في هذا اللقاء، (جريدة الوحدة) ترصد هذا الجانب الإبداعي عند الكاتبة رنا محمد الاسم الصاعد في سماء أدب الأطفال في سورية والتي أثبتت من خلال مجموعة من قصصها الموجهة للأطفال جدارتها في المحافظة على أدب القصة الطفلية بأسلوب يتناسب مع التطور الفكري الذي يعيشه الطفل من خلال الأحداث والمشاهد والصور اللغوية الرائعة. فكان لنا معها الحوار الآتي:

– عن بطاقتها الشخصية والأدبية قالت الكاتبة رنا محمد: رنا محمد مواليد دمشق من سكان اللاذقية… أعمل بمجال الكتب (تنضيد وإخراج فني)… كاتبة بالعديد من الصحف والمجلات المحلية والعربية وعملت مع العديد من المنظمات والجمعيات الأهلية لمناهضة العنف ضد المرأة والطفل.

– تعدُّ كتابة القصص للأطفال من المهام الصعب، فكيف توفقين بينها وبين الهدف من الرسالة السامية للتعليم أولاً وللمتعة كنتاج أدبي موجه للطفل غايته التسلية والفائدة معاً؟

إن التعليم الحقيقي عند أطفالنا يتم بالدرجة الأولى عن طريق القصة واللعب،فالتلقين أسلوب غير مجدي لأنه آني، أما المعرفة التي يكتسبها الطفل بالقصة ترسخ بذهنه، تمتعه وتفيده.

– وعن تجربتها في الكتابة للطفل قالت:

 أنا متفرغة للكتابة للطفل منذ عام 2017 ونشرت العديد من القصص والسيناريوهات في العديد من المجلات العربية وفي مجلة أسامة المحلية منها: لن أترك أخي وحيداً، هذان الفرخان لي، لوحة جماعية، صنارة أمي السحرية، هدية العيد، دوامة بحرية، ما أجمل الطفل الأمين، المظلة الجديدة..

– موضوعات قصصك من أين تستقينها وكيف توظفينها كغاية تعليمية وترفيهية للطفل؟

أنا أم لطفلين وكانت الأمومة المفتاح الأول للتوجه للكتابة للطفل، هناك فرق بين الكتابة للطفل والكتابة عن الطفل، الموضوعات أستقيها من أطفالي وكل الأطفال… القصص موجودة حولنا وعلى الكاتب التقاطها وصياغتها وتوظيفها لإيصال الفكرة السامية التي يبتغيها وبالإضافة إلى تجربة الأمومة هناك تجربة التعليم فقد كنت معلمة وعاشرت الكثير من النماذج لأطفال من بيئات مختلفة وظروف مختلفة وهذه التجربة ساعدتني في رؤية الأمور بشكل أفضل والتعامل معها من وجهة نظر الطفل… بالإضافة لذلك فإن الطفلة التي تسكن بداخلي ما زالت موجودة..\

– حبذا لو تعطينا لمحة عن فوز مجموعتك القصصية (شرفات ملونة بالشوكولا) بالجائزة الأولى في مسابقة أدباء الأطفال قصص للطفولة المبكرة؟

المسابقة أجرتها وزارة الثقافة، مديرية ثقافة الطفل… مسابقة أدباء الأطفال بقصص موجهة للطفولة المبكرة، على أن يتم التقدم بخمس قصص متنوعة الموضوعات، طفولة مبكرة تعني 4- 8 سنوات أي جمل واضحة المعاني وقصيرة بحيث يسهل على الطفل فهمها وأفكار تربط الطفل بالبيئة التي ينتمي إليها، وهذه هي المرة الأولى التي أتقدم فيها لمسابقة وقد نلت الجائزة الأولى فيها … المجموعة القصصية كانت بعنوان: شرفات ملونة بالشوكولا… فيها خمس قصص للطفولة المبكرة هم: شرفات ملونة بالشوكولا – نعم أستطيع – قرنفل – حضن أمي الكبير – طائرات ورقية، وقريباً ستقوم وزارة الثقافة مشكورة بنشر هذه المجموعة.

– ما رؤيتك حول الفن والأدب الموجه للطفل ودوره التربوي والتعليمي بعيداً عن المباشرة والتلقين في الأسلوب؟

أنا أرى أن الأدب والفن هم الأكثر قدرة على تعليم الطفل وتثقيفه وتهذيبه, وتحدي الأدب والفن بهذه المرحلة أقوى وأكبر، طفل اليوم هو طفل الحرب، غلاء، فقر، وأخيراً وباء… طفل التناقض يعني الموبايل بيده لكن في ظل الانقطاع المتواصل للكهرباء في بيته… طفل يكبر وهو يرى – وللأسف- أن العنف هو سيد الموقف، هذا الواقع يجعل دور القصة مهماً للغاية، لكن يجب أن تكون على درجة تضاهي سرعة وصول المعلومة للطفل عن طريق النت مثلاً، ويجب أن تحاكي القصة عقل الطفل وتحترمه، كما يجب أن تجسد واقعه وتساعده بإيجاد الحلول للتعايش مع هذا الواقع والسعي ليصبح أفضل.

كلمة أخيرة أوجه من خلالها الشكر لوزارة الثقافة والدكتورة الوزيرة لبانة مشوّح، وكل الشكر لمجلة أسامة ورئيس تحريرها، المجلة التي كانت وستبقى البيت الأول الأحب لنا، كما أتقدم بجزيل الشكر لأطفالي مصدر الإلهام لي ونبع الحكايات الذي لا ينضب، وعسانا نساعد أطفالنا لإيصالهم لبر الأمان، فلربما يتمكنون من العيش في واقع أفضل يستحقونه وبجدارة…

فدوى مقوص

تصفح المزيد..
آخر الأخبار