الوحدة : 4-3-2021
على صفحتها الالكترونية.. ومن خلال موقعها كرئيسة تحرير مجلة شامة الموجهة للأطفال طرحت السيدة أريج بوادقجي تساؤلاً على غاية من الأهمية حول مدى تقبل الطفل للنص الموجه له، وقد انطلقت في هذا التساؤل من حرص المجلة على مستوى النصوص المقدمة للمجلة من الشعراء والأدباء خاصة وأن الشريحة المستهدفة فيها هي الطفل بمكوناته وخصائصه وصفاته، وقد جاء على الصيغة الآتية: أود أن أناقش معكم مسألة جودة الصوغ اللغوي في النص الموجه للطفل… فإننا نعاني عندما يصلنا نص للأطفال، بالاسم والشخصيات فقط، دون العناية بالمحتوى واللغة (ألفاظ.. تراكيب… صياغة) والقيم… وخصوصاً لدى الكتاب المبتدئين، لذا أرجو أن نتبادل الأفكار حول التساؤل الآتي وهو : متى ينفر الطفل من النص، ومتى يتقبله بغض النظر عن الفكرة إن كانت ساذجة أو رائعة….؟
أما الردود فقد تباينت وتضمنت العديد من الآراء والمقترحات نختار منها:
– يجب على الكاتب التمييز الجيد بين الألفاظ و التراكيب والمصطلحات لأن قصص الأطفال لا تختلف عن قصص الكبار في حاجتها إلى السرد الذي يلخص الأحداث ولكن بقدر قليل من الجمل، كما أنه من المفيد أن لا يبالغ الكاتب في السرد، فيملأ القصة به، لأن الأفعال التي يدرجها السرد تتسم بصفة الأخبار، في حين يطلب الطفل أفعالاً ملموسة تضج بالحركة.
– أظن أن الكتابة للصغار جداً (5 سنوات) هي من أصعب أنواع الكتابات بالنسبة للكاتب ليس للمبتدئين فقط بل حتى كبار الكتّاب المتمرسين، نظراً لمجموعة من العوامل من بينها نسيان الكاتب لتلك المرحلة: طبيعتها، مستوياتها الإدراكية العقلية، حاجاتها، قاموسها اللغوي … تحقيق البساطة في أدنى مستوياتها مع تحقيق الجمال في أبهى صوره وهذا من أصعب الأمور… حين أتأمل في قصيدة (أرسم ماما أرسم بابا بالألوان …) للشاعر سليمان العيسى أكتشف أن النجاح في تحقيق التواصل مع هذه الفئة – إن تحقق- ربما يكون مرة واحدة في العمر.
– يحتاج نص الأطفال إلى صور لغوية مركزة وفيها تفاصيل مبهرة بالنسبة للمصطلحات الأدبية ولا ضير من تطعيم النص ببعض منها لكي يتعلم الطفل التعامل معها وكلنا نذكر ونحن صغار كيف استطعنا التغلب على المفردات الجديدة بالسؤال والتعلم، الطفل ليس كائناً جامداً إنه أكثر من الكبار تقبلاً لكل جديد ومتنوع.
– على كاتب النص الموجه للطفل استخدام الأسلوب المحبب والبسيط في الطرح الذي لا ينغص على الطفل متابعة القراءة – من ألفاظ و تراكيب- مع مراعاة التسلسل المنطقي السلس وتوضيح المعنى بإيجاز.
– ينفر الطفل من الكلمات الغريبة عنه.. ولا يستوعب أن أحداً لا يفهم كلامه أو إيماءاته.. إن بساطة الكلمات وأقربها إليه من حيث الأشخاص والمكان والزمان وبدون التكلف بصور نحتاجها نحن الكبار أما الأطفال فلا تعنيهم، فهم بحكم ارتباط مشاعرهم مباشرة بالأمور المعاشة فهم يحتاجون إلى المباشرة الذكية والمختصرة. بقي للقول
ومن خلال الآراء المقدمة للإجابة على التساؤل المطروح أن تقبل أطفالنا وتفاعلهم مع الأعمال الشعرية والقصصية لكبار الشعراء والكتّاب – الذين توجهوا بنتاجاتهم لهم بكثير من العفوية الصادقة والكلمات المعبرة والبسيطة وخلدوا وجودهم في ذهن الأطفال- يكون من خلال أعمال هؤلاء الأدباء التي تختزل مختلف المواضيع التي يحتاجها الأطفال من مضامين اجتماعية تربط الطفل بالأسرة والمجتمع والبيئة ومضامين تربوية تثقيفية تكسب الطفل السلوك الجيد وتشجعه على البحث والتعلم وحب الاطلاع وكل ذلك بأسلوب يفيض بكلمات بسيطة وعميقة المعنى في آن معاً. فلنبحث مع أطفالنا عن هذه الأعمال الأدبية ولنجعلها في متناول أيديهم بما يضمن لهم المتعة والفائدة حاضراً ومستقبلاً.
فدوى مقوص