الوحدة : 4-3-2021
ألقى الدكتور منيف حميدوش محاضرة بالمركز الثقافي بجبلة بعنوان (لغتنا هويتنا)، حول المحاضرة ومحاورها قال حميدوش: لماذا اللغة العربية هويتنا وماهي العوائق والصعوبات التي تحيط بعدم بتقدم وتمكين اللغة.
لغتنا هويتنا لأنها تحفظ أفكارنا وحضارتنا وهي لغة الرسالة السماوية إلى الخلق ولغة القرآن الكريم ولأنها روح الأمة والتاريخ ذاكرتها وثمة ارتباط بين الذاكرة والروح ولأنها حلقة الوصل بين ماضي الأمة وحاضرها وهي التي تحفظ هوية الأمة، وتعتبر من أقوى اللغات العالمية لقدرتها على الإفصاح والوصف والبيان والتبيين لما تملكه من خصائص وسمات وإمكانية هائلة من الاشتقاق، ولأنها كذلك فقد تعرضت لهجمات عديدة بغية طمسها وإنكارها وعدم التعامل بها.
ومن العقبات التي تواجهها اللغة والتي تتجلى بعدم إتقانها بشكل جيد من قبل الناطقين بها ويتجلى ذلك بالمؤسسات التعليمية والإعلامية كذلك الهروب منها إلى اللغة الثالثة المطعمة بالعامية والفصحى ومؤخراً طغيان لغة وسائل التواصل الاجتماعي.
لذلك تتحمل وسائل الإعلام والمؤسسات التربوية والتعليمية جانباً هاماً من إهمال اللغة فعندما يتحدث المذيع والإعلامي والمعلم والمدرس بلغة عامية سيتأثر الجيل من أطفال وطلاب بذلك بل وسيجدونه مبرراً سهلاً، ولا يلام طلاب الجامعات وخريجو الاختصاصات العلمية إذا كانت قدراتهم اللغوية متواضعة مقارنة مع طلاب اللغة العربية وخريجيها الذين حتى هؤلاء سيطرت عليهم اللغة الثالثة بل الفيسبوكية في إجاباتهم الامتحانية ونحن كمدرسين للغة نواجه حالات وأخطاء مخجلة من طلاب اللغة العربية.
أيضاً نلاحظ أن أقسام اللغة العربية في الجامعات باتت المكان الذي تحشد فيه البقية من الطلاب الذين لم يساعدهم مجموع علاماتهم على دراسة فرع آخر وبالتالي هناك أعداد هائلة ليست كفوءة لدراسة اللغة وليس لديها أي أساس لتكمل عليه إضافة لأن منهاج قسم اللغة العربية لا يحتوي على مواد هامة من صلب اللغة العربية كأنواع الخطوط واقتصارها على مادة بسيطة وصغيرة من كتب التراث والمكتبة العربية، أضف قصر المدة الزمنية للفصل الدراسي قياسا لمواد ضخمة وغزيرة المعلومات كل ذلك سيفرز لنا خريجين بلا كفاءة لغوية أو مقدرة جيدة على تعليم اللغة العربية.
كذلك كل المنتديات والمؤتمرات التي تعقد بهدف تمكين اللغة العربية إنما أحداث لا تتخطى أهدافها ومخرجاتها المدة الزمنية التي استغرقتها لتبقى مقترحاتها حبراً على ورق.
وفي نهاية المحاضرة قدمت مجموعة من طالبات مدرسة المتفوقين عرضاً بعنوان (لغة الضاد) يحكي قيمة وعظمة اللغة العربية من تدريب المدرسة منال حمود وإشراف الأستاذ رائد بنيات.
يذكر أن الدكتور منيف حميدوش مدرس لمادة الأدب العباسي السنة الثالثة في جامعة الفرات حالياً.
آمنة يوسف