ذات غروب…

الوحدة: 2-3-2021

 

في الطريق الذاهب جهات الغابة الغافية على التل المشرف على البحر الذي بدا مشغولاً بترتيب مواعيده مع النوارس التي تستعد لإخلاء المكان..

والغروب اللازوردي الذي بدأت طلائعه تكسو الآفاق..

بعض الثلج لايزال يكحل جفني الطريق والريح تلسع جبين وأنوف شجيرات الصنوبر التي ترافقنا وتحني ظهورها بين الحين والآخر تحية لنا..

في السماء سحاب هارب واحتمالات مطر..

وبرق يستعد ربما لإضاءة السماء بشرر عينيه..

أو عصاه التي توقظ الأحياء والأموات وطوابير السنديان والبلوط التي تتكاتف مشكلة كتلة واحدة من الخضرة والجمال التي تتوه عن وصفها الكلمات..

ولا تحده الجهات ..كيفما أطلقت بصرك جهات تلك البقعة المباركة يطالعك قبر لشهيد..

ومن ورائه شهيد..

ومن أمامه وحوله شهيد..

أيها الوطن المدجج بالأسماء والعناوين الشهيدة..

هل مازال في ذاكرتك متسع لأسماء جديدة..

وعناوين جديدة..

وصلاة جديدة..

على تخوم مستعمرات الرخام الأبيض ينبت الحشيش بعينيه المائلة للخضرة..

ويصطف رتل من الأعشاب البرية المدججة بكل تلاوين الوجع الجميل..

والحلم الذي يأتي..

أو لا يأتي..

الأفق البحري البعيد يواصل نزف جراحاته..

ويستعد لكتابة قصيدة..

بطعم الجرح..

ولون شقائق النعمان.!

د. رفيف هلال

تصفح المزيد..
آخر الأخبار