جنان الحرف

الوحدة: 28-2-2021

 

منذ الطفولة عشقت الحرف، ولهتُ بالقصائد، غرقتُ بالروايات، تماهيتُ بالقصص، أطربتني حكايا الكتب، عالمٌ من السحر والجمال، أطياف وأيقونات أبهرتني، وما فارقتها يوماً، ولم يخبُ عِطرُ سحرها في نفسي منذُ أمد.

كانت صديقتي الكلمة ومازالت، كانت رفيقتي أبيات الشعر وبقيت ترافقني بوفاء، صداقتنا لا تخبو بل تزدادُ مع تقدم السنوات.

ركني الهادئ القراءة، صحبةُ الحروف تبعثُ الطمأنينة، أغوصُ ببحور الحروف، وأخرج بلآلئ ودرر من شطآن خلجانها.

كتبٌ بحورها غناء تحيي النفسَ، وتهدي البهجة وتحفزّ العاطفة، كلما ضاقت نفسي لجأتُ لعالمِ السلام، ما رأيتُ صدقاً أغنى من صداقةِ الكتبِ، ما رأيتُ من يهديني المحبةَ بوفرة كالكتبِ، فيها تاريخٌ بعيدٌ حافلٌ بالعمقِ الفكري يشجي النفس، حاضرٌ راهنٌ يثيرُ الدهشة، مستقبلٌ غامضٌ يثير القلق.

أستمدُ العبرَ وأستنير بالقوافي، وأشجى بخوابي الياقوت بين دفات الأسطر، أهربُ إليها من ضغوطِ الحياة، تحييني، ترممني من جديد، تجعلُ الصباحاتَ والليالي أجمل وأروع، تعطي للحياة معنى وهدفاً.

ملاذ الطفولة والصبا، أسكنُ صومعةَ نقائها كالرهبان لأبتهلَ في حروفها وأسيرُ نحو الجنان.

تيماء عزيز نصار

تصفح المزيد..
آخر الأخبار