القرار٢٢٧… وآمال بتوسع آفاق سياحية بيئية

الوحدة: 23-2-2021

 

اعتبرت منظمة الأمم المتحدة عام 2002 عاماً للسياحة البيئية والسياحة البيئية نوع من النشاط السياحي الصديق للبيئة والقائم على فكرة التمتع بالبيئة الطبيعية وممارسة نشاطات سياحية متعددة دون التعرض لمكونات الطبيعة بأي ضرر أو ممارسة خاطئة وكانت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي قد أصدرت القرار (٢٢٧) الخاص بالسياحة البيئية وما يتعلق بها وهو عبارة عن دفتر شروط لأي دراسة مستقبلية لمشروع سياحة بيئية قد يطرح. 

وللحديث أكثر عن مفهوم السياحة البيئية  كانت لجريدة (الوحدة) وقفة مع معاون رئيس شعبة التنوع الحيوي ورئيس وحدة السياحة في مديرية زراعة اللاذقية المهندسة صبا غضبان، حيث قالت: نحن نمارس السياحة البيئية من دون أن نعرف أنها سياحة بيئية موضحة أن أول وأحدث قرار ينظم السياحة البيئية في سورية القرار (٢٢٧) والذي جاء بناء على أحكام قانون الحراج (٦) لعام ٢٠١٨ وعرف السياحة البيئية بأنها سياحة التمتع الملتزم بالطبيعة ومكوناتها وهي التي تتم دون الإخلال بالنظم البيئية.

وبينت أنه لكي تكون هناك سياحة بيئية لابد أن ترتكز على ركائز أساسية وأهمها الحفاظ على البيئة (القيمة الطبيعية) ودمج السكان المحليين ضمن المشروع السياحي البيئي وبالتالي تحقيق عائد اقتصادي مشيرة أن الوزارة قامت بفرض رسوم رمزية على الأفراد والجمعيات لدخول المواقع الطبيعية والمحميات من مبدأ الإحساس بقيمة هذه المواقع والمحميات ونوهت إلى أهمية الحفاظ على الطبيعة واستثمارها بشكل مستدام.

وتضيف بأنه يتم العمل بإقامة مشاريع سياحية بيئية بأن تقترح مديرية الزراعة تأهيل بعض المواقع لاعتمادها مواقع سياحية بيئية تفتح أمام الزوار وباستقبال طلبات استثمار أراضي الدولة تحت بند السياحة البيئية وفق شروط القرار٢٢٧ والمتضمن: 

 كيفية استثمار الحراج في السياحة البيئية ذكرت أنه يتم  بناء على أحكام قانون الحراج رقم (٦) لعام ٢٠١٨ وتعديلاته الصادرة بالقرار /١٠٣/ت لعام ٢٠١٨ دون المساس بملكية الأرض مع منع إنشاء أي منشأة ثابتة مهما كان نوعها أوطبيعتها داخل الحراج وحرمه باستثناء المنشآت السياحية المسموح بإنشائها بموجب القرار٦.

اشتراطات لإنشاء المشاريع السياحية في  الحراج لابد من توفرها:

أشارت المهندسة صبا إلى جملة الاشتراطات هذه بأنه على المشاريع السياحية البيئية التي تنشأ في الحراج أن تلتزم بمبادئ واشتراطات تقوم على بناء الوعي البيئي والثقافي واحترام خصائص المجتمع المحلي وتوفير تجربة إيجابية لكل من الزوار والمضيفين وأن يتم بناء المشاريع على نهج انتقائي دقيق وتخطيط علمي ورقابة بيئية فعالة ومستمرة وإشراك المجتمعات المحلية في هذه المشاريع لتحسين وضعها الاقتصادي وتنمية المجتمع المحلي والذي يكون بإعطاء الأولوية للعمالة المستخدمة في تنفيذ المشاريع وتشغيلها من المجتمع المحلي وشراء المعدات وتمكين دور المرأة في تلك المجتمعات والتركيز على نوعية تجربة زيارة مواقع السياحة البيئية في الحراج بدلا من التركيز على رفع عدد الزوار ومن خلال إعداد برامج بناء قدرات المجتمعات المحلية وأصحاب المصلحة الآخرين ضمن الخطط التنفيذية للمشاريع السياحة البيئية.

وتضيف من الاشتراطات الأساسية: يجب أن يكون لهذه المشاريع أقل تأثير سلبي على الموارد الطبيعية والثقافية المحلية مع تفضيل استخدام مرافق البنى التحتية القائمة وبطاقة استيعابية تضمن عدم الاستخدام المفرط للموارد الطبيعية بما يحقق التنمية المستدامة للمنطقة وأن تكون متممة لخطط تطوير السياحة في سورية وملتزمة بالمعايير الفنية والمؤشرات الداعمة لمشاريع السياحة البيئية ومن اللافت إدراج التوعية البيئية وتشجيع قيام مشاريع السياحة البيئية ضمن أوسع شراكة ممكنة وتعطى لها الأولوية وأيضاً من الاشتراطات منع التدخين والمشروبات الكحولية والاعتماد على الطاقة البديلة وفتح سجل وصندوق ملاحظات يقوم من خلالها الزوار بتدوين ملاحظاتهم بهدف تصويب مسار العمل والارتقاء به نحو الأفضل.

مواصفات محددة تلتزم بها دراسة مشاريع السياحة البيئية

وبينت المهندسة أنه عندما تتم دراسة مشروع سياحي بيئي يجب أن تتوافق طبيعته مع الخطط التنظيمية والإدارية للمنطقة المستخدمة وألا يتعارض الاختيار مع أهداف حماية المناطق الحراجية والمحميات الطبيعية والتأكد من المشروع لن يؤدي لتغيير خصائص الموقع الطبوغرافية وقطع الأشجار بشكل خاص وأن الخدمات الأساسية التي يحتاجها المشروع لا تؤثر على مصادر الطبيعة وإعطاء الأولوية للمشاريع المقترحة على جزء من أراضي أصحابها وإقامة تلك المشاريع لن يؤدي لنزع الملكية أو نقل ملكية الموقع.

معايير فنية ومؤشرات داعمة تلتزم بها مشاريع السياحة البيئية

لدى اختيار مواقع سياحية بيئية لتنفيذ مشاريع عليها هناك مجموعة معايير وجب الالتزام بها حددتها المهندسة بأنه من الضروري ألا يؤثر المشروع على الطبيعة وتنمية مواردها وأن يعتمد المشروع على أشياء غير ثابتة وعفوية وتتناسب مع حضارة المنطقة المقام عليها وأن تكون المواد المستخدمة صديقة للبيئة وأن يتم اعتماد وسائل طاقة نظيفة مع استخدام وحدات مصممة لترشيد استهلاك المياه واعتماد طرق بيئية مدروسة في تصريف الفضلات العضوية الناتجة عن المشروع مع التقليل من كمية النفايات.

ماهي خطة إدارة المواقع السياحية البيئية؟

كما أشارت إلى أنه عند إنشاء مشروع سياحي بيئي يتضمن المشروع خطة لإدارة الموقع السياحي الذي سيقام عليه المشروع وهذه الخطة تكون بأن يتم تقسيم الموقع إلى مناطق حسب الأنشطة المقترحة وماهي الأنشطة المقترحة وتقديم خطة لتطوير البنى التحتية للمشروع المقترح مؤكدة على أهمية المشاركة المحلية ووجود حيز مخصص لبيع منتجات المجتمع المحلي وصناعاته اليدوية والتقليدية والأطعمة المقدمة من إنتاج المجتمع المحلي النباتي والحيواني وكما تتضمن الخطة توضيح الجوانب التعليمية في المشروع وعلاقته بالإطار السياحي العام على مستوى المحافظة ودراسة الجدوى الاقتصادية ودراسة الأثر البيئي بما فيها خطة الحافظ على المصادر والموارد الطبيعية والثقافية.

وعن الأنشطة التي تتضمنها السياحة البيئة في الحراج ذكرت المهندسة غضبان  بأنها تتعلق بزيارة الموقع للاطلاع على مرافقه بشكل عام وتصوير الطبيعة واستكشافها والمشي وتسلق الجبال والرحلات النهرية والبحرية وزيارة المناطق الأثرية والدينية والتفاعل مع أنشطة المجتمع المحلي ويتم ضمنها أيضا تحديد مواقع التخييم وتزويدها بالمرافق الأساسية ليتمكن السياح من البقاء في المناطق الطبيعية إما لمراقبة الحياة البرية أو من أجل المشاركة في أنشطة تتطلب المبيت في الموقع وينضم لهذه الأنشطة كذلك  النزل البيئي والمطاعم والاستراحات البيئية ويتم تحديد الطاقة الاستيعابية لكل منها حسب طبيعتها ومساحتها وموقعها والجدوى الاقتصادية لها وكما يتم تأمين النقل البيئي باستخدام الرواحل أو الدراجات الهوائية أو الوسائل التي تعتمد على الطاقة المتجددة ،مراكز الزوار التي تضمن سبل تعزيز وإثراء تجربة الزائر وخلق الوعي لديه للحفاظ على البيئة من خلال السياحة البيئية باستخدام وسائل مختلفة كأدلة طبيعية، المجسمات ولوحات ولتعميق الثقافة المحلية عبر إحياء الحرف التقليدية وفقا للاستراتيجية الوطنية الخاصة بذلك.

 وختمت بالقول إن سياحة البيئة ليست موضوعاً يستهلك بل سياحة موقف إيجابي تجاه البيئة وسياحة مستدامة تتجدد مواردها، لافتة إلى الآن لا يوجد سوى سياحة عشوائية للغابات والجبال والأماكن الطبيعية مؤطرة بسياحة شعبية وبينت أن هناك موقعين قيد الإنشاء والأرض مستأجرة من الدولة تحت بند سياحة ضمن المواصفات البيئية في صلنفة القرداحة.

مدير سياحة اللاذقية ياسر دواي أوضح أنه ليس هناك مفهوم بالمعنى الحرفي للسياحة البيئية، مبيناً أن كل نشاط يقوم به السائح هو سياحة وسياحة بيئية فالسفر والانتقال من مكان لآخر وزيارة الأماكن الدينية والمنتجعات الطبية وما يصاحبها من مظاهر ثقافية بغرض الاستمتاع والاستفادة هي مظاهر سياحية ونوه أن مديرية السياحة تشجع كل ما من شأنه أن يعد عامل جذب و يشجع ويدعم السياحة الوطنية وتوافق  على أية منشأة لصالح السياحة تحقق المواصفات السياحية وتؤمن الخدمات الصحية يصادق عليها وتعطى رخصة تأهيل سياحي..

ومن جهتها رئيس دائرة التوعية البيئية في مديرية البيئة باللاذقية المهندسة روزان صالحة أوضحت أن للسياحة البيئية أشكال عدة منها سياحة المحميات الطبيعية والغابات الطبيعية والحراجية العذراء والمسطحات المائية وسياحة الاماكن الأثرية وكل ما هو بعيد عن التجمعات البشرية يعتبر سياحة بيئية.

وعن فوائد السياحة البيئية أفادت بأنها تغني المعرفة بالتنوع الطبيعي والحيواني والنباتي وتعزز مفهوم الحفاظ على الطبيعة ونظافتها وتزيد من التعلق بالأرض وهو ما يستدعي مزيد من  الاهتمام بالبيئة والتركيز على مفهوم السياحة البيئية أكثر وكما دعت لتكثيف الجهود لخلق وعي بيئي يبين أهمية البيئة للإنسان حالياً ومستقبلاً وأكدت أن البيئة والسياحة وجهان لعملة واحدة حيث لا يمكن أن تكون سياحة ناجحة دون مقومات سياحية بيئية سليمة والعكس صحيح…

نجود سقور

تصفح المزيد..
آخر الأخبار