الذهب يشرعن أفعال المضاربين..

الوحدة 22-2-2021   

 

 

بلا شك، إن من يدير صفحات  (الفيس بوك) التي تتحدث عن سعر صرف الليرة السورية، هم أناس يقبعون خارج الحدود، ويتبعون لجهات معادية تهدف إلى زعزعة استقرار الليرة، وبث الرعب والبلبلة في نفوس المواطنين، ودفعهم بشكل غرائزي إلى تبديل مدخراتهم بأشياء أخرى تحفظها من فقدان قيمتها السوقية.

الكلام أعلاه يشبه بيانات المصرف المركزي، ويحاكي كل البنود التي تستخدمها مؤسسات الدولة لتفسير حالة الصعود المفاجئ لسعر الصرف في السوق السوداء، ونحن كمواطنين نعرف أن هناك مضاربين وأعداء، يلعبون هذه اللعبة كلما أتيحت لهم الفرصة، ولكننا نعجز عن تفسير حالة موازية لا علاقة لها بالمضاربين و صفحاتهم الصفراء، ألا وهي جمعية الصاغة، ومن يسعرون الذهب ضمن حدود البلاد بنشرات رسمية، فعندما يبدأ تجار السوق السوداء بزعزعة سعر الصرف، وتتماهى منصاتهم الإعلامية مع الحالة، تفاجئنا جمعية الصاغة باستجابة سريعة لهؤلاء، وترفع أسعار الذهب بشكل فوري، وكأنها تقول لنا:

إن ما يفعله تجار العملة الصعبة، وما تقوله صفحاتهم، هو الواقع، وعلينا الاعتداد به، وهذا ما يعمق الشعور بأن الليرة تفقد قيمتها، فيصبح المواطن  أسيراً للحالة المستجدة التي شرعنها سعر الذهب الرسمي، وأوحى لنا بشكل غير مباشر بأن ليرتكم قد انخفضت قيمتها، ونحن رفعنا أسعارنا بناء على ذلك.

السؤال المشروع للمواطن في هذه الحالة هو: لماذا يُطلب منا  أن نكفر بهذه الصفحات المشبوهة، في حين تؤمن بها حلقات رسمية، و تواكبها بكل معنى الكلمة؟؟؟.

هذا السؤال يجب أن يكون برسم أحد، ولكننا لا نعرف برسم من سنضعه..!!!.

معلومة:

لا يعي غالبية الناس أن العلاقة بين الذهب والدولار، هي علاقة عكسية ،أي أن ارتفاع أحدهما لا يعني ارتفاع الآخر، بل على العكس تماماً، فعندما يرتفع سعر الصرف، نظن أنه السبب في ارتفاع سعر الذهب، وهذا الكلام ليس صحيحاً، وهو فهم خاطئ من قبلنا، ولكن ما يحصل عندنا من ارتفاع لسعر الذهب مع ارتفاع سعر الدولار هو اعتراف ضمني بأن قيمة الليرة  قد انخفضت، ولا ندري من المسؤول؟.

 أصبحنا على يقين بأن أزمتنا المعيشية ليست بالمطلق نتيجة العقوبات والحصار، بل جاءت بالتشارك مع السياسات الاقتصادية التي انتهجها أناس مدعون، لا يعرفون عن الاقتصاد إلا رسمه، ولا يحفظون إلا اسمه.

غيث حسن

تصفح المزيد..
آخر الأخبار