الوحدة 18-2-2021
حين قال لي العجوز: زرعت لك في حديقتك شجرة ليمون وبرتقال وكرمنتينا ملوكية فرحت، وحين أضاف وأيضاً شجرة زفير… حزنت وتساءلت: لماذا؟
وحين كبرت وأزهرت وأثمرت شعرت أني ارتكبت في حقها خطيئة أمام منظرها الرائع والمبهج وهي تزدان بأزهارها البيضاء الخلابة المشهد والرائحة كعروس مدللة يملأ عطرها المكان ويلامس شغاف الرئة والقلب، ويالدهشة جمالها وهي تزدان بثمارها المتراقصة مع النسمات كأقراط من حجار كريمة، ويا لطيب عصيرها والمربى منها المختلط بمذاقه طعم الحلو والمر، وأنا أعلم أنه يكاد لا يخلو بيت دمشقي قديم منها وتعتبر من رموزه الجميلة، فشجرة الزفير تشتهر بها بلاد الشام ويطلق عليها في دمشق النارنج وفي لبنان أبو صفير وفي العراق رارنج وتسمى في الساحل السوري وباللاذقية شجرة الزفير، وهي شجرة معمرة يقال إنها لا تموت ويصنع من أزهارها زيت النارنج المتعدد الفوائد ومن قشرها مربى النارنج ومن ثمارها العصير، ومؤخراً علمت أن عصرتها الأولى الطازجة توضع فوق التبولة والسلطات لتعطيها طعماً لذيذاً وحموضة تضاهي الليمون الحامض لأن طعم العصرة الثانية تغلب عليها الطعم المر، ومع كل فوائدها الكبيرة تعتبر الزفير شجرة مظلومة فأسعارها في موسم الحمضيات هي الأقل وترتفع قليلاً بعد انتهاء مواسم الليمون والكرمنتينا والبرتقال وحينها أغلب ثمارها قد سقط أرضاً.
صباح قدسي