اللغة العربية و التحديات الراهنة

الوحدة: 16-2-2021   

 

أقام قصر الثقافة في بانياس محاضرة بعنوان (اللغة العربية والتحديات الراهنة) ألقاها الأستاذ علي حسين داؤود و تحدث فيها عن نشأة اللغة البشرية ونظريات المنشأ فهناك أكثر من نظرية تتحدث عن كيف نشأت اللغة عند الإنسان وهل هي هدية من الله أم هي اختراع بشري جماعي أو مصطلح تقليد للطبيعة وغيرها من النظريات لينتقل بعدها للحديث عن اللغة التي استخدمها الإنسان قبل اللغة المكتوبة وقبل لغة الكلام وهي لغة الإشارة لأن لغة الإشارة أقدم من لغة الإنسان ويقال إن الإنسان استخدم لغة الإشارة ٤٠ ألف عام بينما لم تتجاوز لغة الكلام ٦٠٠٠ عام وهذا هو عمر أبجدية أوغاريت وتعتبر أبجدية رأس شمرا هي أم أبجديات العالم على الإطلاق، وأشار أننا إلى يومنا هذا لانزال نحتفظ بلغة الإشارة والعالم بأسره يستخدمها عند الحديث وعند المخاطبة حتى الذي يتكلم على الهاتف الخلوي مع شخص لا يراه نجده يستخدم لغة الإشارة وهذا دليل على أن لغة الإشارة هي اللغة الأقدم وهي اللغة الأصيلة الموجودة في أعماقنا أكثر من لغة الكلام، وأشار إلى اللغة العربية وموقعها بين لغات العالم حيث تعتبر اللغة العربية والصينية من أقدم لغات العالم واللغة العربية هي أوسع لغة حيث أصدرت أوكسفورد معجماً للغة الانكليزية عام ١٩٩٤ ولم يصل إلى مليون مفردة بينما مفردات اللغة العربية المهملة والمستخدمة تجاوزت الملايين الست في لسان العرب، كما أنها لغة محفوظة بوحي الله عز وجل (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، وعن العلاقة بين اللغة والدين قال اللغة هي الهوية والهوية في الإسلام أو في اللغة ليست عرقاً وليست ديناً وليست أرضاً بل هي لسان هي لغة ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليست العربية لأحدكم من أب أو أم و إنما العربية هذا اللسان فمن تكلم العربية فهو عربي)، بعدها تحدث عن التحديات التي واجهت اللغة فقال: لغتنا العربية تعرضت لامتحانات كثيرة ونجحت وكان الامتحان الأول في زمن عبد الملك بن مروان الذي عرب الدواوين في الدولة الإسلامية حيث كان العراق يكتب باللغة الفارسة ومصر تكتب باللغة القبطية والشام باللغة البيزنطية وغيرها ومن المعروف أن الدولة هي إدارة وعبد الملك عرف ذلك فأمر بترجمة الدواوين كلها إلى اللغة العربية ونجحت بالامتحان وكان التعريب كاملاً ولكن ملك الروم حاول أن يلوي ذراع عبد الملك من خلال الاقتصاد حيث بقي الدرهم الفارسي والدينار الرومي فأمر بتعريب العملة أيضاً ليصنع دولة عربية بتعريب الدواوين والعملة المتداولة في السوق، والامتحان الثاني في زمن المأمون عندما أمر بنقل كتب العالم وثقافات العالم إلى اللغة العربية لتستوعب الفلسفة اليونانية والحكمة الهندية والطب الكلداني أو الآشوري ولم تضق ذرعاً بهما أبداً، أما الامتحان الثالث فكان في العصر الحديث عصر الطباعة والجرائد والمجلات واستطاع كتاب ومفكرو اللغة العربية أن يطوعوا هذه اللغة القوية والنشطة إلى لغة الجرائد.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار