الوحدة: 16-2- 2021
جاء القرار القاضي بقطع الكهرباء ثلاثة أيام عن المدن الصناعية، كلّ خميس بعد الظهر وطيلة يومي الجمعة والسبت، وكانت الغاية حسب ذلك القرار، توفير الكهرباء للمنازل والمواطنين، لكن هذا يحمل في طياته إجحافاً بمصلحة المواطنين- خصوصاً الموظّفين- ومصلحة الصناعيين أصحاب المحال الصغيرة والورش والمطاعم الكائنة في هذه المناطق.
جاء القرار لكي يطبّق على المدن الصّناعية مثل مدينة حسياء ومدينة عدرا ومدينة الشيخ نجّار، وليس على المناطق الصناعية داخل المدن والبلدات.
حديثنا هنا يتعلّق بالمدينة الصّناعية في طرطوس ومشكلتنا تتلخّص بالتالي:
يوم السّبت من كلّ أسبوع هو يوم عطلة عند أغلب الموظّفين في الدّولة، و من لديه صيانات أو إصلاحات أو قطعة يريد شراء أو صيانة لها، فهو يترك ذلك على الأغلب ليوم عطلته السّبت ويذهب إلى (الصّناعة)، فجاء قطع التّيّار بشكل كامل ليعطّل عليه أعماله، هذا من جهة، ومن جهة ثانية جاء التقنين ليضرب مصالح أصحاب المحال الصغيرة والمتوسّطة، فلم يعد لديهم إمكانيّة القيام بأعمالهم وتقديم خدماتهم وهم بأمسّ الحاجة لتأمين فاتورة العيش الباهظة، علماً أن مادّة المازوت غير متوفّرة لديهم، نحن نعلم أنّ المعامل والورش الكبيرة ليس لديها مشكلة كبيرة فعندها مولّداتها وموتوراتها ومعاناتها مع مادّة المازوت، لكنهم أيضاً فقدوا بالمقابل من يطلب خدماتهم، الجميع أعماله متشابكة ومترابطة.
تتعطّل الاتصالات الهاتفيّة ولا يعود هناك أنترنت وينقطع الماء عصب الحياة، كلّ هذا مرتبط بالتيّار الكهربائي، هو واقع صعب وهو توقّف عن الإنتاج، بكلّ ما تعنيه الكلمة.
السؤال هنا: هل يوجد حلّ لهذه المشكلة؟
الحرفيون والصناعيّون يقولون إن الحلّ موجود، وهو قطع ساعة كهرباء كلّ يوم من أيام الأسبوع عنهم وتعويضها يوم السبت لتأت خمس ساعات وصل، وهي كافية، فيقوم الجميع بعمله وتصبح المصالح بخير.
مطلبهم محقّ نأمل من المعنيّين الأخذ باقتراحهم وتيسير أمور المواطنين والصناعيين قدر الإمكان.
تشجيع الصّناعة والصّناعيين ودوران عجلة الإنتاج هي من أهم أسباب كسب المعركة الاقتصادية في وجه الصّعوبات والمعوقات و التخفيف من الاستيراد، فأين التشجيع فيما يجري؟!
أحمد كريم منصور