مركز حماية الغابات في قسطل معاف (بللوران) يشارك بإعادة البساط الأخضر إلى الجبال المنكوبة

الوحدة 14-2-2021

 

 

 

أكد السيد طارق الحطاب رئيس مركز حماية الغابات في قسطل معاف أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء بخصوص المواقع المحروقة أو قطع بقاياها، بينما تقوم فِرق التحريج في المنطقة بزراعة جميع الأنواع الحراجية بما يتناسب مع كل نوع وهي: الغار والخرنوب والصنوبر الثمري والبروتي والكينا والروبينيا والتوت بهدف تربية دودة الحرير عليه، وقد تم استصلاح العديد من المواقع المحروقة في زغرين القديمة وبيت زريقة وفتح طرقات جديدة وتحويل تلك المناطق إلى مدرجات لسهولة الزراعة وإعادة تأهيلها من جديد، وأضاف الحطاب أن الحرائق التي أصابت الأراضي الزراعية والأحراج في مناطق متعدّدة تمت السيطرة على أغلبها من خلال كوادر المركز ودائرة الحراج، حيث تمت مواجهة الحرائق من خلال قطع خطوط نار ضمن المنطقة المحروقة وفصلها عن بعضها حتى لا تصل إلى المناطق الخضراء الآمنة من خلال قطع الأشجار يدوياً وتهدئة الحريق للحدّ من توسعه والقيام بضخ المياه على الحرائق وتبريدها والمناوبة على مواقعها لتأمينها بشكل كامل خوفاً من تجدّد اشتعالها بفعل الرياح، وأضاف: عند اندلاع الحرائق الكبيرة كان هناك اهتمام كبير وتوجيه مستمر لحماية منازل المواطنين بشكل أساسي والحفاظ على حياة الأهالي بعدما تعرّضت أرزاقهم للهب تنّين النيران المنتشر على مساحات واسعة، كما كان هناك تركيز كبير على إبعاد شبح الحرائق عن الأراضي الزراعية ومتمماتها من آليات وأدوات زراعية والحفاظ على الأحراج المحيطة بتلك الحقول والبساتين.

 

يذكر أن آليات الإطفاء والصهاريج في جهوزية كاملة مع طواقمها حيث يتم دعمها بالماء من كسب والبسيط وكذلك محطة مياه سد بللوران، ونوّه السيد حطاب أن المركز استوعب تسونامي الحرائق التي توزعت على أغلب المساحات الخضراء في أمكنة قريبة وبعيدة، مؤكداً أن تلك الأيام السوداء التي عاشها المركز من خلال عمّاله وسائقيه والسهر المتواصل بين لهب النيران وأدخنتها شكّلت تلك الحالات في نفوسهم تحدي وتصميم وإرادة قوية لإعادة ترميم ما رمّدته النيران ولو بأبسط الوسائل المتاحة، وقد روى بعض عمال الإطفاء والسائقين قِصص كثيرة عن فقدان الأمل بالحياة عند محاصرة النيران لهم في نقاط من الصعب الوصول إليها، لكن الروح القتالية والتصميم والتغلّب على تلك الأفكار السوداوية كانت تفتح لهم مجالات الحياة وتمدّهم بقوة المواجهة وإخماد تلك الألسنة الطويلة من النيران، وتحدث البعض عن المناشدات التي كانوا يتلقونها عند تصديهم لحريق بدأ ينال من غابة معينة، تتبعها استغاثات أخرى من مناطق مجاورة وفي تلك اللحظة ظهرت جبروت وعنجهية هؤلاء الشبان، طاقاتهم وقوتهم أصبحت مضاعفة، تركيزهم ووعيهم أصبح في ذروته، أصبحوا أكثر دقة وحذر، قادة في صنع القرار الفوري، يوزّعون أنفسهم على جبهات النيران لإخمادها وتبريدها بسرعة ليتمكنوا من مجابهة جبهة أخرى، والأحاديث تطول عن تلك المعاناة التي لحقت بتلك الفئة من الجنود، وقد كان أول من قدّر صلابتهم وبطولاتهم وبلسماً لآلامهم هو سيد الوطن من خلال زيارته معظم مواقع الحرائق، شاكراً تعبهم وسهرهم مثنياً على جهودهم الجبارة وعلى أدائهم الإنساني، واعداً بترميم وإعادة كل شبر من تلك المساحات إلى لونه الحقيقي لتعود دورة الحياة إلى طبيعتها، مكفكفاً جراح أُناس خسروا ما يملكون مبشّراً بحياة أفضل من خلال العمل الجماعي على جميع الجبهات والأصعدة.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار