الوحدة 9-2-2021
قالت شجرةٌ: إذا كانت جذوري ستجعلني واقفةً أتلقى صفع الرياح، فلا أريدها.
زارها شاعر وقال: أغافل الحروف وأصنع قصيدة، وأنتِ أيتها الأشجار قصيدة من دون شاعر.
كم من أشجار تظلّل كالغيوم، وتحفر الزخارف الخضراء في كل مكان، بل تطير وهي واقفة، وتسير على الدروب وهي واقفة.
تبحر في كل البحار وهي واقفة، وتسقط الشعراء من صهوات قصائدهم وهي واقفة.
عصفور يفترس الهواء، وبنفسجة تبتلع حقلاً، وسمكة هربت ولم تعد، هذا زمن نتّهم فيه العصفور والبنفسجية والسمكة، أمّا الآخرون فأبرياء كالعتمة التي غسلت يديها من تهمة الضوء.
في أقبية مظلمة، بث طحلب صغير، كبر وصار سياجاً.
ذهبت الأقبية، وبقي الطحلب مثل عجوز يجمع عظامه لقبر لا يعرف المجيء.
* الشقيّ يومه ميت، وماضيه حيّ، ولا يعيش إلاّ محاصراً بين فيضان وجفاف.
أحد الأشقياء أحبّ فتاةً، وفي كل يومٍ كان يهديها وردةً بلونٍ مغايرٍ.
بعد مدة نسي محبوبته، لأنّه لم يجد لوناً جديداً لوردةٍ يأتي بها!
* نافذتي كبيرة، وشرفتي متناهية في الصغر.
لم تعد الشرفات مكاناً للجلوس، بعد أن استبدلناها باستراحاتِ الأرصفة!
الأرصفة صارت شرفاتٌ، ويناسبها ملابس الفقراء الباهظة الثمن؟!
سمير عوض