الوحدة 9-2-2021
الإنتاج المحلي من الأدوية البيطرية من القطاعات الاقتصادية الهامة، وفي بلادنا يتم تقديم الخدمات البيطرية والتحصينات الوقائية والمعالجات السريرية ضد الأمراض السارية التي تصيب الثروة الحيوانية بواسطة اللقاحات الوقائية المجانية من قبل وزارة الزراعة بغية المحافظة على الثروة الحيوانية وزيادة مناعتها وضمان استمرارها، حيث يوجد في سورية 72 معملاً مرخصاً للأدوية البيطرية تنتج الكثير من المستحضرات الدوائية بما يغطي نسبة 70% من احتياجات الثروة الحيوانية، ويتم استيراد 30% من حاجة القطر من الأدوية البيطرية غير المنتجة محلياً.
الأمراض التي تصيب الثروة الحيوانية كثيرة وبعضها يصل إلى مرحلة الخطر على الحياة والنفوق مثل: مرض النيوكاسل الذي يصيب الدواجن وهو مرض سريع الانتشار ومن أخطر الأمراض التي تصيب الدواجن، ومرض البروسيلا (الحمى المالطية) المعدي الذي يتسبب بخسائر اقتصادية كبيرة وهو من الأمراض المشتركة والخطيرة التي تصيب الحيوان والإنسان، وأمراض الجمرة الخبيثة والجدري والإنتروكسيميا للأغنام والماعز والحمى القلاعية التي تصيب الأبقار والأغنام، وجدري الجلد العقدي للأبقار وهو جائحة مرضية تنتقل عن طريق لدغ الذباب والبعوض ويتميز بانتشار حبوب قاسية الملمس على الجلد بأكمله وظهور الحمى وارتفاع درجة الحرارة والتهاب الأوعية الليمفاوية وتورم وانتفاخ القدمين ويسبب أضراراً بالغة بسبب فقدان الوزن وتلف الجلد وضعف المناعة والهزال وضعف إنتاج الحليب والعقم والإجهاض وتزايد المضاعفات الثانوية المؤدية للوفاة.
يجب تشجيع صناعة الدواء البيطري وتطويره بما يتناسب مع مصلحة المربي والحد من الضرائب الجمركية المفروضة على المواد البيطرية وتأمينه بجودة عالية بما يسهم بتخفيف التكلفة على المربين والاستغناء عن الاستيراد وتوفير القطع الأجنبي، لتنفيذ اللقاحات على الثروة الحيوانية وتحصينها ضد الأمراض السارية والمعدية ومقاومة الأمراض المستوطنة والحد من آثارها لتأقلم القطيع مع البيئة وبقاءه بحالة جيدة وتحسين الصفات التناسلية للأبقار والجاموس والأغنام والماعز، ورش المبيدات الحشرية الفعالة وتطهير الحظائر وإجراء الفحوص الدورية للتقصي عن مرض البروسيلا عبر إجراء الفحوصات على عينات الدم وتبيان نسبة الإصابة وتوعية المجتمع المحلي ضد مخاطره.
الاستخدام غير المرشد للأدوية البيطرية والإفراط وسوء الاستخدام يشكل معضلة ويؤدي إلى إهدار الموارد الاقتصادية وانتشار المخاطر الصحية على الثروة الحيوانية، لذلك يجب ترشيد استخدام الدواء عبر وضع ضوابط للممنوع والمسموح استخدامه للتخفيف من حدة المقاومة الجرثومية التي تنشأ عن الاستخدام العشوائي المتكرر للأدوية البيطرية للحيلولة دون حدوث مناعة مضادة عند الجراثيم تفقد الأدوية البيطرية فعاليتها في القضاء على الآفات الجرثومية والتأثير سلباً في انتاجية الثروة الحيوانية، والحد من غزو الأسواق المحلية للمستحضرات البيطرية المجهولة المصدر، ففي أيلول 2019 تم نفوق عشرات الأبقار في منطقة صافيتا وريفها بمرض الجدري العقدي بسبب اللقاحات الفاسدة.
يجب تقديم الدعم الحكومي للمعامل المنتجة للأدوية البيطرية وتشجيع الاعتماد على الأبحاث العلمية المنجزة في كلية الطب البيطري ومركز البحوث العلمية الزراعية وترخيص خطوط انتاجية جديدة للمستحضرات الطبية البيطرية المطلوبة ( حقن- سوائل- بلعات- بودرة- مراهم – معقمات –مضغوطات…)
والتقيد بشروط الجودة العالية وفق معايير GMP الناظمة لإنتاج الدواء البيطري في العالم والتي تعطي الموثوقية للمستحضر الدوائي بفضل مراحل التصنيع الآمنة.
من المهم المشاركة الوطنية في المعارض الدولية التخصصية للأدوية البيطرية والاطلاع على تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال، وتعميم أسماء وعناوين معامل الأدوية البيطرية والمنتجين لها وأنواع منتجاتها ومواصفاتها على البعثات الدبلوماسية والقنصلية السورية العاملة في الخارج لترويج المنتجات البيطرية وتسويقها وتصدير الفائض منها وفتح أسواق جديدة لها وتذليل العقبات التي تعترض دخول منتجاتنا إلى الأسواق العربية والأجنبية.
نعمان إبراهيم حميشة