ذات عمرٍ ممطر

الوحدة 8-2-2021  

 

وجدتني أمضي إليكِ عبر ممرّ مزهرٍ, الغبطة تسوّرني, وتقود خطواتي، عبق الصنوبر ورائحة الصخور المترامية قدّامي, وكذلك القبّرات التي تحوم فوق رأسي. كلّها أعادت إلى قلبي قوّته, وجعلتني أتابع مسيري دون معاناة.

×××

أعادني إلى حوار طرّز لقاءنا بنمنماته, وأذكر أنكِ قلت: الواقع ليس أكثر من وهم وهو خاضع لرغباتنا ومعاناتنا, وإما سألتكِ عن اللحظة التي نحن فيها أجبتِ: هي رغبتنا في أن نكون معاً, ومن يدري فقد تجلب لنا بعض المتاعب.

×××

أذكر أنك قلت: الإنسان هو من يخلق حياته الخاصة, وعالمه الخاص, وأن ما نلقاه في محيطنا الخارجي إنما هو انعكاس لعالمنا الداخلي, ويعود لكل فرد بحسب تفكيره مع يقيني بأن الاشياء المتشابهة بتجاذب فيما بينها, والأشياء المختلفة تتنافر فيما بينها وأن كل واحد منّا يستطيع أن يكون مسؤولاً عن عالمه الخاص.

×××

وفي احتفالات الضجر, وأزمنة الكآبة، كان همي وخوفي أن تغادرني عيناكِ وأبقى في صقيع العمر ملتحفاً عواء الريح.

×××

أذكر أنكِ أعطيتني وعداً دافئاً، أضاء حروف لغتي, فتهادت قصائدي سكرى، وأورق الحب في دمي حاملاً غمائم من شوقٍ وتذاكر عبور إلى أيام أردتها أقلّ خيباتٍ..

سيف الدين راعي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار