أنتِ والذّاكرة

الوحدة 8-2-2021  

 

 

أيا فيض قلبي وقمر ليلي في نيسان, أيا ذاك الحبّ الّذي لا يُغادر القلب والجفان, أيا ذاكرتي الّتي سلبتِ العمرَ منّي وجعلتني أحيا بلا عُمر , بلا تاريخٍ تخطّه الأحداث وتحكيه الأزمان, أيا رَوْحَ الحبِّ في المكان.

ها أنا أحمل قنديل حياتي بقلبي يُضيء لي ما كان من الزّمان الماضي وما يمكن لي أنْ يكون, أفتّش عن الأشياء , أسترجعها وأستذكرها وأقتات على حلاوة الأيّام وأهرب من أيّامي في رحلة الزّمان لأعيش روعة ما كان

وأنتِ حُلميَ الأوحد وقد ملأتِ القلب وسكنتِ الأجفان, وأنتِ الضّوء فردّي لي بعض ضوءٍ ينقذني من درب الأشواك, ويُقيلني عثرات الزّمان وخطو الشّوك.

وأنا النّاظر إلى الأمس علّه يكون غداً وأكون وأنتِ معاً  تحملني إليكِ شهقة الفجر وتُعلن ميلادي الأول وأصرخ صرخة الحياة وأبكي  فرحاً , ويزول عنّي خوف يتبرعم فيه الشّكّ وأصير إلى الإيمان

وأنا المتأرجح بين الخفقة والخفقة فتبثني الحياة تارةً وأسبها من الموت تارةً أخرى , وأنتِ صراخ دمي وأنين حبّي وأنتِ ظلّيَ الّليليّ , وأنتِ مطر الشّتاء ونجمة السّماءٍ, وأنتِ الغيم الهاطلُ, وأنتِ القمحُ الطّالع.

نعيم علي ميّا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار