الوحدة: 7-2-2021
الحديث في الثقافة والتاريخ شيء ممتع ويبعث البهجة في النفوس المتعبة ويبعث على الطمأنينة، كيف لا و البلد منهكة بسبب ما تعرّضت له من تخريب وتدمير طال البشر قبل الحجر، تكالبت دول وجماعات تكفيريّة ضد بلدنا، ويبقى الإنسان المثقّف هو القادر على النهوض بالأوطان وقت المحن، مسرح وقصيدة وتعليم ومهرجانات فنّية هي التي بتنا بحاجة ماسّة لها في زمن جفّت فيه ينابيع المعرفة وهاجرت عقول خارج البلد وبقي البعض يكافح ليبني لبنة جيدّة تنهض بما تبقّى وهو وافر، حوارنا اليوم مع مثقّف تعب على نفسه، شعراً ونثراً و التاريخ الذي تشتهر به بلدنا و يحفظه عن ظهر قلب ويفتخر به، إنه شمس الدين سعيد، والذي قال لنا: بدأت ميولي الأدبية والاهتمام بالشعر باللغة الفصحى والمحكي الساحلي بأنواعه كالزجل، القرادي، الشروقي، المعنى، العتابا، الدلعونا، المخمس والمخمس المردود، ولكن للأسف لم يكن هناك منبر أو وسيلة للظهور والانتشار ليتعرّف الناس علي.
قمت بطباعة كتاب بعنوان (النهر والقصب) عام 1999 و يتألّف من 85 صفحة من القطع المتوسط، يحتوي على تجاربي الأولى بكتابة الشعر المحكي والغنائي.
أرغب بداية أن أختار لقرّاء الصحيفة نماذج من قصائدي وهي على شكل رباعيات من الشّعر الغنائي، من قصيدة لي بعنوان (السّنديانة):
عنا ع درب العين ربياني
شجرة بشموخ وعز علياني
مع النسمات بتميل بهداوه
لكن ع ريح الهوج عصياني
ومن قصيدة (الشّام) وهي قيد التلحين حالياً:
طل الصّبح يا شام قومي تنهّدي
خصلات شعرك سرّحيهن وافردي
طل الصّبح يا شام الليل انجلى
توب الفرح قومي لبسيه وجدّدي
انتي عروس المجد من فجر الدّني
كل سنه زايد حلاكي عن سنه
ما تآمر عليكي إلا كل دني
وخاين الأوطان وبطبعو ردي.
بقيت فترة طويلة أفتقر للمنابر من أجل الظهور إلى أن أصبحت لديّ صفحة على (الفيس بوك) وهنا كانت الخطوة النوعية، بعد أن كنت أنشر أشعاري على الأنترنت فقط، اقترح عليّ بعض أصحابي الاستعانة بملحّنين، وكان أن تعرّفت من خلال صديق لي إلى ملحّن عنده معهد موسيقي وعرضت عليه تجاربي في الشّعر الغنائي فأعجبته، و أخبرني أنّه يبحث عن شاعرٍ يكتب له (أوبريت) يحكي تاريخ سورية، وكان قد كلّف عدداً من الشّعراء لكنّ أحداً منهم لم يستطع، فطلب منّي الشروع بكتابة هذه الأوبريت وتفاجأ حين علم أنّني مهتم إلى حدّ الشغف بالتاريخ واللغات القديمة وخاصة الآراميات واللغات السّامية وبقية عائلات اللغات حسب تصنيف العالم الألماني إيلي شلوزر، لأن كتابة هذه الأوبريت تحتاج لمعرفة واسعة بالتاريخ.
هل يمكن أن نتعرّف أكثر على هذه الأوبريت؟
هذه الأوبريت تحمل عنوان (سورية) وهي مؤلّفه من 22 مقطعاً وهي من الرّباعيات مطلعها:
رح نفتح تاريخ بلاد
سوريه أرض الأجداد
والماضي نرجع لبعيد
حضاره وعز وأمجاد
بسوريا وين ما حليت
بتلاقي تاريخ وبيت
طواحين ومعاصر زيت
ومواسم خير وأعياد
الملحن معروف في طرطوس بثقافته الموسيقية وهو الأستاذ غياث كابر، وأدى الغناء عناصر فرقة (رواد الأصالة) بقيادته.
لم يتم تمويل العمل من أي جهة على الإطلاق وكان المردود المادي يأتي من خلال العرض في المهرجانات من الجهات المموّلة لها فقط، وأرغب أن أضيف: لو تم تمويله من الجهات المعنية لأصبح عملاً ضخماً وعالمياً.
وأتمنى أن يتم دعمه وتمويله لإعادة تسجيله وإخراجه في استديو ضخم يحتوي على أجهزة حديثه بما أن هذا العمل وطني وليس قصة عاطفية.
نلت التكريم الخطّي والمعنوي من المحافظ وأمين فرع الحزب بطرطوس لإنجاز ونجاح الأوبريت.
لديك مجالات عديدة من النشاطات والاهتمامات، نريد أن تحدّثنا عنها.
أهتم بالملتقيات من أجل تعريف المهتمين بي، حالياً عضو في ملتقى (البيادر) وفي ملتقى (شعراء سلمية)، حيث ينصبّ اهتمامي عموماً على الشعر المحكي والفصيح وخصوصاً على الشعر الغنائي، ودعيت في العام الماضي 2020 إلى المركز الثقافي بالمزة بمناسبة انتصارات حرب تشرين التحريرية.
ويضيف: شاركت بعدة نشاطات بدعوه من ملتقيات ثقافية متنوّعة مثل (الملتقى السّوري) و(ملتقى الشراع) و(ملتقى أوتار) وكلّها في محافظة اللاذقية، ولكن مشاركاتي ونشاطاتي أغلبها يتركّز حالياً في ملتقى (البيادر) وأنا أعمل في هذا الملتقى بالمكتب الثقافي ومكتب الإبداع وألقيت العديد من المحاضرات في الملتقى حول سرقة التاريخ والإلهة عشتار ومثيلاتها في بلاد الرافدين وبلاد الشام.
ومن المقرر أن أقدّم محاضرة عن معاني أيام الأسبوع والأشهر بالتقويم الرّوماني والبابلي، يحدّد موعدها ومكانها لاحقاً.
أحمد كريم منصور