زينة أسعد… عازفة القانون الصغيرة بأناملها الغضة الصغيرة

الوحدة 3-2-2021

تلعب الطفلة زينة أسعد، وهي الطالبة بالصف الثامن، على أوتار القانون في نادي جمعية العمل الثقافي حيث التقيناها وهي تتدرب برفقة أستاذها.

 لفتت الأنظار بجديتها في التعلم، ومحاولتها ضبط النغمات التي تعلمتها بشغف، وكيف أن طفلة بهذا العمر تختار من بين كل الآلات الموسيقية هذه الآلة، تجيب زينة: هذه سنتي الثانية لتعلم العزف على القانون، أما اختياري لهذه الآلة بالذات وتفضيلها على الآلات الأخرى، فجاء بالتنسيق مع والدتي والتشاور معها واقتنعت أنا أيضا بعد اطلاعنا على ماذا يميز كل آلة. تعلمت مع الأستاذ رشيد صباغ قراءة النوتة الموسيقية وعزف مقطوعات صغيرة كنشيد الإنسانية لبيتهوفن إضافة إلى بعض أغاني فيروز السهلة. واقتنيت آلة القانون في البيت أيضاً لأتمرّن على تدريبات عملية ووظائف يطلبها الأستاذ مني. كان ضروري وجود قانون بالبيت لتكون الاستفادة كاملة. أجمل الأوقات هي التي أقضيها مع القانون والعزف سواء في البيت أم النادي. وأحاول التنسيق بين دراستي والعزف، من دون أن يؤثر أحدهما على الآخر. وأحب هنا أن أتوجه بالشكر لأستاذي رشيد صباغ على اهتمامه المميز بي وتعامله الراقي. وعند سؤالنا لوالدة زينة وهي مرشدة نفسية لماذا اختارت القانون بالذات لابنتها رغم أنه آلة صعبة وتكاد تنقرض اليوم مع دخول التكنولوجيا لعالم الموسيقا ؟

فتقول: اخترت القانون لأنه آلة شرقية وترية رائعة، ولأنني من محبي التراث والقانون على وشك أن يصبح آلة وترية من الزمن الماضي. ويجب علينا نحن كأهل واعين، مثقفين أن نوجه أبناءنا للمحافظة على هذا التراث لأنه هويتنا أولاً وأخيراً. لماذا نتجه إلى آلة غربية ولدينا آلاتنا الفريدة. لم أضغط على زينة أبداً في خيارها هذا، ولكنها بالتشاور معي أحبت نغمات القانون فرنينها ساحر ،ينقل السامع إلى عالم آخر من السحر والهدوء النفسي والسكينة. ناهيك عن فوائد الموسيقا كعلاج رائع للجميع كباراً وصغاراً، فقد أثبتت الدراسات القديمة والحديثة منافعها للتخفيف وأحياناً علاج الكثير من الأمراض. وهي مفيدة أيضا خاصة للطلاب الذين يعانون من حالة تشتت الانتباه وعدم القدرة على التركيز. الموسيقا تعمل على تحفيز المخيلة وخاصة عند الأطفال وتنشر السعادة والفرح والاسترخاء لهم. وطلابنا اليوم بحاجة لسد وقت فراغهم بهواية مفيدة بعيداً عن عالم النت الافتراضي والمدمر لنفسيتهم مع الوقت . ولا ننسى فائدة الموسيقا التي تساعد على استرخاء الأعصاب المشدودة عند طلابنا، فليس على الطالب أن يكون كل وقته إما دراسة أو نت. فالموسيقا الصافية من دون أغان أو كلمات لها أهميتها الكبيرة وسط التلوث السمعي الذي نعيشه اليوم. باختصار على الأهل توجيه أولادهم لما هو مفيد لهم وخاصة للموسيقا. الموسيقا فرصة رائعة لصنع طفل خلاق . هناك طرق لإقناع الولد ،وتحبيبه بها. لن نخسر إذا جربنا إقناعهم فقد تثمر المحاولة، لكن خسارتنا ستكون حتمية إذا لم نحاول. الموسيقا عالم جميل يحب أن يعيشه أطفالنا وهو عالم آمن، سليم يخرجهم من قوقعة عالم النت الافتراضي. ولا يقول أحد من الأهل انا ابني لا يحب أو غير موهوب بالموسيقا، لأنه يمكن أن نصنع أطفالاً تحب أو على الأقل تكون مهتمة بها.

مهى الشريقي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار