كواليس الأغاني… يا شاهين

الوحدة: 1- 2- 2021

 

هي أغنية لم يؤلفها شاعر، لم يلحنها موسيقار، لم يغنها نجم لكنها تحوّلت إلى أنشودة تراثية شعبية غنّاها البسطاء في قرانا أيام الخمسينات لأنها حاكت آمالهم وآلامهم في تلك الأيام بعد أن أنشدتها شفيقة المكلومة على موت زوجها شاهين الملقب بالفهد.

شاهين فلاح بسيط من قرية سيغاتا التابعة لقضاء مصياف، رفض أن يدفع للإقطاعي ثلاثة أرباع كده وتعبه وهي الحصة التي كان الإقطاعي يتقاضاها من الفلاح غصباً وجوراً، نتيجة رفضه اقتاده الدرك إلى المخفر وأوسعوه ضرباً وذلاً وتنكيلاً فهرب من المخفر وعاد إلى منزله ليحمل بندقيته (الموزر) منطلقاً إلى شعاب الجبال ليعلن ثورته الفردية ضد الإقطاع وظلمه وليضحي كابوس رعب قضّ مضاجع جباة الثلاثة أرباع ومن شدّ على يدهم.

في النهاية وقع الفهد شاهين في قبضة الدرك وتم شنقه في ساحة الشيخ ضاهر. شهدت شفيقة مقتل فهدها شاهين وغنت بدموعها قبل لسانها أنشودة ألمها وأمل كل من ذاق ظلم الإقطاعي بعد رحيل الفرنسي.

وغنت شفيقة: يا بو علي ويا شاهين

 يا الرابط بالوديان وبيدك موزر معدّل

 تحمي فيه المواني

قلب الفهد ما بلين وقلبك حجر صواني

وسيغاتا ما بتشوف النوم

الدرك سرقوا النوماني

وشفيقة تنادني بالليل وينوا فارس سيغاتا

وحدو سياج الأوطاني.

شروق ديب ضاهر

تصفح المزيد..
آخر الأخبار