الصرف الصحي يهدد وتحديداً في المنطقة الساحلية!

الوحدة: 1- 2- 2021

 

منذ أيام أعلن عن إصابات بالتهابات كبد في واحدة من أجمل قرى الساحل السوري وللأسف أن  السبب  يعود الى تداخل مياه الصرف الصحي مع مياه الينابيع، وإذا كانت هذه الظاهرة قد اطلت من جديد فلابد من إجراء عملية مسح شامل لمل ينابيع وآبار المنطقة الساحلية للتأكد من خلوها من العوامل الممرضة.

المشكلة ليست جديدة وكانت صحيفتنا (الوحدة) أول من أثار وأشار الى المخاطر التي تتهدد المنطقة منذ عام ١٩٨٥ (في نهاية الموضوع حديث قديم عن بؤر تلوث مياه الشرب بمياه الصرف الصحي) وهي من أرشيف الزميل عبد العزيز الشيباني..

بالعودة الى التلوث في حمام القراحلة وهي واحدة من القرى التي خدمت بخط صرف صحي يبدأ من أعالي الجبال وينتهي إلى محطة المعالجة في قرية البرجان وللعلم كلف مبالغ كبيرة ويبدو أن فاعليته لم تكن بحجم الإنفاق بدليل التلوث خصوصاً وأن الخط لم يكمل عمره الافتراضي من حيث الصلاحية وهذا يؤكد أن ما ظهر مؤخراً قد يتمرر في قرى أو تجمعات سكانية أخرى.

وتحسباً لما قد يكون أخطر لابد من مواجهة الواقع دون تجميل أو تطنيش، خصوصاً وأن ما ظهر يؤكد أن التربة باتت مشبعة بمياه الصرف الصحي التي ستصل إلى الآبار والينابيع وهذا يفرض البحث عن طرق جديدة لمعالجة هذا التلوث.

وهنا أعود إلى ما ذكر في جريدة الوحدة سابقاً من اقتراح حلول:

أولها، اعتماد الجور الفنية وسط التجمعات السكانية وتفريغها عبر الصهاريج ونقلها إلى محطات المعالجة.

والثاني التعاطي الحكومي مع هذه الكارثة التي ستتوسع أكثر على امتداد سورية وبالتالي تحتاج إلى معالجة على امتداد الوطن بضخ كل المياه إلى محطات معالجة في البادية السورية بحيث يستفاد من المياه بعد المعالجة، وبالتأكيد إننا سنصل إلى يوم يفرض علينا فيه اتخاذ هذا الإجراء.

الآن يفترض أن ندقق في مدى مطابقة مشاريع الصرف الصحي للمواصفات والمقاييس لتحديد الخلل والتقصير، وحتى نبعد مشكلة إن لم نخطط لها من الآن فإنها ستكون كارثية.

ويمكن القول بأن البيئة الساحلية بكل مكوناتها على شفير كارثة بيئية، وبالرغم من أن هذه الكارثة قد عبرت عن نفسها منذ أعوام كثيرة لكن وللأسف لم تلق العناية اللازمة لتلافي الأضرار.

في ثمانينات القرن الماضي ظهرت مقدمات الكارثة في أربع مناطق أولها في قرية سنجوان، والثانية في عين التينة، والثالثة في حرف المسيترة، والرابعة والتي هي الأخطر في بحيرة نبع السن.

تلوث مياه الشرب

تعددت المناطق لكن السبب واحد وهو اختلاطات المياه  المالحة (صرف صحي) مع مياه الشرب، والأمر الطبيعي والملح أن يكون الإعلام متواجداً وبهذه المناسبة اتوجه بالشمر لابن سنجوان د. نبيل قاجو والذي هو طبيب تخدير لكن وقوع عدة إصابات بالتفوئيد في قريته أثار شكوكه وجعله يتحرى عن السبب عبر منبر الصحافة وتحديداً جريدة (الوحدة).

جريدة الوحدة التي كانت طافحة بالاجتهاد للقيام بدورها وخدمة المواطنين تابعت الموضوع وتحرت مع المختصين أسباب هذه الإصابات وثبت بتحليل عينات مياه الشرب المقتطفة من آبار القرية إن مياه الصرف الصحي، خط سقوبين ترشح إلى هذه الآبار وهنا ظهر السبب وباتت المشكلة (الكارثة) واضحة.

بعد فترة قصيرة تكررت الحالة في عين التينة وذهبت يومها إلى القرية ذاتها لأشاهد وأصور خط الصرف الصحي يعلو نبع المياه التي يروي القرية.

الثالثة قدم أحدهم لي رسالة ماجستير تؤكد أن مياه بحيرة السن التي تروي اللاذقية وجبلة والعديد من التجمعات السكانية فيها ما يشير إلى تداخل الصرف الصحي مع المياه لكنها تعالج بـ (الكلور).

أمام هذا الواقع رفعنا الصوت عالياً حتى وصل إلى أعلى المستويات مما جعل رئيس الحكومة والمعنيين يتابعون الأمر وتجسد على الأرض إجراءات لحماية البحيرة وتصوينها ومد المأخذ حتى مخرج النبع وإجراءات حمائية أخرى تمثلت في ضرورة تنفيذ شبكات الصرف الصحي بجودة عالية حتى لا تتسرب من الأنابيب وتلوث ما حولها وتصل إلى مياه النبع، وتوسع الاهتمام.

مد خطوط صرف كتيمة باتجاه محطات معالجة وبالفعل تم مدّ خطين رئيسيين الأول من بسنديانة مروراً بالحمام وصولاً إلى محطة المعالجة في البرجان، والثاني من المزيرعة وصولاً إلى محطة المعالجة في الرويمية.

علي الشيباني

تصفح المزيد..
آخر الأخبار