الوحدة : 28-1-2021
لن تعرفني أزهار الكرز بعد هذا الشتاء الطويل..
ولن تشكرني تلك الأوركيدة المريضة التي اعتنيت بها ببرعم صغير، كما تفعل دائماً وبعد طول انتظار.. لقد غزا شيب الوقت رأسي وقلبي..
هناك عند التخوم المضيئة للذاكرة وقفت أتأمل انحسار الأحلام.. وخيبة فناجين قهوة الصباح.. وبرد المسافات!
لن تعرفني أزهار الكرز.. أنا كالبقية فقدت ملامحي الطفولية الجميلة وتسلق الصبار وجهي وربما حنجرتي ..
في زحمة الهموم اليومية تشابهت خطواتنا الحائرة، وأصبح الدمع عصياً مع كل حكاية لأن غصة القلب أكبر..
لن تعرفني زهرة الكرز بعد هذا الشتاء.. لقد تغيرت كثيراً.. وكتب البرد خواطري.. حتى رسائل انتظاري فقدت بريقها وأصبحت عادية لا تعرف سماء من قصب السكر ولا زورقاً من أرصفة الحنين، ولا حتى كيف يمكن للمرء أن يمتطي غيمة ويسافر معها إلى أقصى الحلم… هذا الشتاء كان طويلاً بما يكفي.. مظلماً وبارداً لدرجة أنني أخبرت الشارع المفضي إلى منزلي.. وحديقة الجيران.. ويمام الطرقات أني حزينة وما زلت..
هذا الشتاء كان جافاً.. بلا فواصل ولا نقاط .. ولا وجه جدتي.. أو حكاية المزاريب العتيقة.. ومع ذلك، ربما تنتظرني زهرة الكرز لأنها كانت صديقتي ذات حلم واشتهاء!
منى كامل الأطرش