الوحدة 28-1-2021
ألقت الموجهة التربوية روضة إبراهيم محاضرة في المركز الثقافي بجبلة بعنوان (التعلم عن بعد)، وعن المحاضرة ومحاورها قالت: التعلم عن بعد معروف منذ العام 1840م من خلال العالم الإنكليزي إسحاق بيتمان الذي اعتمد بطاقات بريدية توزع للمتعلمين من ثم تجمع منهم، ليتطور بعد ذلك لتكون جامعة شيكاغو الأمريكية ومن خلال مجلس إدارتها أول من عمد إلى أسلوب التعلم بالمراسلات، وصولاً إلى أيامنا هذه وهو العصر الذهبي للتعلم عن بعد وقد فرض نفسه وبات ينافس التعليم التقليدي حتى ليكاد يطغى عليه، خصوصاً ونحن نعاني من انتشار كوفيد 19 وطالما هناك فصل بين المعلم والمتعلم وبالرغم من كل ذلك لابد من تعقيم اللابتوب والأدوات المستخدمة.
التعلم عن بعد يحقق نفس الأهداف التي يحققها التعليم التقليدي، ولكن في مجتمعنا يحدث نفور واستهجان تجاه أي فكرة جديدة أضف لذلك ضعف البنية التحتية اللازمة من شبكة وجودتها ومع ذلك مع مرور الوقت صارت الناس تتقبل الموضوع وتتفاعل معه وفرض نفسه بقوة، وصار الأهل يتقبلون فكرة أن يتواصل الطالب عبر الشبكة وفي حال عدم وجود شبكة فشراء باقات الأنترنت لأولادهم لمتابعة الدروس.
طبعاً، التعلم عن بعد يلزمه قاعة افتراضية مزودة بكاميرات ووسائل تعليمية وأصبح العالم كله يدار عن طريق التعلم عن بعد.
وبدأت المبادرة الوطنية التطوعية للمساهمة في خدمة أبناء الشهداء ومدى جودة هذه التجربة بالتعاون مع العديد من المعلمات انطلقت تجربتي التي نالت إعجاب وزارة التربية لأن الوزارة تركز على هذا الموضوع من خلال مشروع التعليم المتمازج ومشاريع الدعم، أما مبادرتي فهي مهمة طوعية مجتمعية مجانية مرت بمرحلتين: المرحلة الأولى كانت تضم كل الصفوف من الأول حتى الثالث الثانوي وبدأنا بها من شهر آب الفائت وقد كانت عبارة عن التعويض للفاقد التعليمي، أما حالياً فالمبادرة بعنوان (سورية تحتضن أبناءها) وهي مخصصة للصفوف من الأول وحتى السادس الأساسي وهي تمكين المنهاج طبعا بمساعدة معلمين ومدرسين مختصين عبر الواتس والتيلغرام والمبادرة لكل أبناء سورية ولدينا ربط مع طلاب من كافة المحافظات السورية والكثير من الطلاب انضم إليها وهذا يريح الأهالي من دفع النقود كأجور للدروس الخصوصية والقلق على الابناء في حال ذهابهم وإيابهم ناهيك عن البرد والمطر.
وكما التعلم عن بعد ومع سيطرة التكنولوجيا ووسائل التواصل والمنصات التعليمية سنشهد غياب بعض المهن مثل ساعي البريد وبعض المهن اليدوية حتى شرطي المرور والطبيب – طبعاً إلا الجراح- والصيدلي والمحامي والمعلم والمدرس كله سيصبح عبر الشبكة وستختفي كل أنماط الخدمات التقليدية ليصبح تناولها والحصول عليها عن طريق الأنترنت ويحل الروبوت في الكثير من الوظائف.
آمنة يوسف