الوحدة 26-1-2021
قدمت فرقة (جمعية أسرة مسرح الطفل في اللاذقية) عرضها المسرحي (ليلة خطف الدجاجة) في المركز الثقافي العربي في دير حنا، من تأليف وإخراج الأستاذ هاني محمد، وتدور قصة المسرحية حول عيد ميلاد للدجاجة، وتجتمع حيوانات الغابة للاحتفال بها، وكيف يأتي الثعلب، ويشارك في العيد، ويخطف الدجاجة أثناء إطفاء الشمع، ويتهم الثعلب بأن الذئب هو من خطفها، ويدعو حيوانات الغابة للتضامن للقضاء على الذئب، يحاول الديك جمع شمل الغابة للاتحاد لكنه يفشل، وهذا الأمر ساعد الثعلب على التفرد بهم الواحد تلو الآخر، ولكن في النهاية تنكشف لعبته وتجتمع الحيوانات ويقضون عليه.
حضر المسرحية بسعادة بالغة عدد حاشد من الأطفال المتشوقين للأنشطة والفعاليات الثقافية في قراهم البعيدة.
وعلى هامش العرض التقينا المخرج هاني محمد والذي أجابنا مشكوراً على أسئلتنا عن المسرحية، والهدف منها، ودور مسرح الطفل وأهميته، وكيف كان التدريب على العمل قائلاً:
الهدف من المسرحية حب التضامن والتكاتف بين حيوانات الغابة للقضاء على هذا الثعلب، القصة تدعو إلى الاتحاد، ومساعدة الإنسان لأخيه الإنسان حتى يحقق نجاحاً وفائدة، بينما إذا كانوا متفرقين فالعدو المتربص بهذه الغابة سينجح ويأكلهم واحداً تلو الآخر، وأشار أن باطن المسرحية معكوس على الوطن العربي، وأن سورية لوحدها لا أحد تضامن معها رغم أنها تدعو دائماً للتضامن والعروبة والدفاع عن الوطن، تحضّ المسرحية على التعاون، فإذا كان البشر يداً واحدة سيحققون كل أهدافهم أما إذا تفرقوا سينتصر العدو المتربص بالبلد ويأخذ الأرض، وأضاف:
أعتبر دائماً أن مسرح الطفل هو المربي الأول لتعليم الطفل الإيثار، وحب الآخرين، وزرع الفرح أينما حلوا، مضيفاً أن مسرح الطفل يدعو إلى الحالة الإيجابية، خاصة أن الطفل يتلقى الهدف مباشرة من خشبة المسرح، وستكون الفائدة قوية وكبيرة جداً، مضيفاً أن مسرح الطفل كالبيت والمدرسة فيه تقليد للكبير، والتقليد يجب أن يكون إيجابياً وليس سلبياً مثل بعض العروض التجارية التي تقدم على مسارحنا وفي مراكزنا الثقافية، بينما العروض الملتزمة تقدم للطفل بشكل سليم ولبق ويستفيد منه وبذلك نكون قد حققنا شيئاً هاماً وهدفاً كبيراً نصبو إليه في مسرح الطفل.
وحول التدريب على العمل قال الأستاذ هاني: منذ ثلاثة أشهر ونحن نحضر لمهرجان ربيع الطفل بالتعاون مع وزارة الثقافة ومديرية الثقافة في اللاذقية، ويتدرب الأطفال في المسرح ومنهم من قطع أشواطاً وأصبح في المرحلة الثالثة أو الرابعة ومنهم مازال في البداية، يتدربون على كيفية أداء الحركة والإلقاء واللباس وكيفية اختيار اللباس لكل شخصية أياً كان نوعها، وأضاف: المكان يحدد مدى نجاح العرض، حيث أنه عندما يعرض في المركز الثقافي فإنه توجد صالة وكواليس وإضاءة وصوت وهذا ما يختلف عن عرضه في صالة أخرى أو قاعة لا يوجد فيها أي من الإمكانيات السابقة مثل عرضنا اليوم في هذه القاعة حيث ينقص العرض استراتيجية المسرحية ويكون النجاح أقل، مضيفاً أن التدريب كان جيداً، تعب الأطفال فيه خلال ثلاثة أشهر متتابعة، ولكننا استطعنا أن نزرع البسمة على وجوه الأطفال الذين ذهبنا إليهم في كل مناطقهم خلال العطلة الانتصافية، ولم نكلفهم عناء المجيء إلينا.
وعن المشاركات الأخرى للمخرج والفرقة أجابنا: قدمنا الكثير من الأعمال على صالة مسرح دار الأسد مثل أساطير من سورية، مملكة العقول، ساندريلا … وكان جميع الممثلين في العروض مبدعين ومميزين، أيضاً لدينا مهرجان بسمة طفل وتتبناه وزارة الثقافة، نقوم به بشكل دائم ودوري، وقد وصلنا إلى الدورة الثامنة وسيتم افتتاحه هذا العام بعد عيد الفطر وعروضه مجانية للأطفال، حيث أننا لسنا مسرحاً تجارياً ولا رابحاً، ولكن هناك جهات تدعم المهرجان ليتم تقديمه مجاناً للأطفال ليستمر هذا المهرجان خمسة أيام ويضم رسماً وفصاحة وخطابة وسينما ومسرحاً واكتشاف مواهب للأطفال، إضافة إلى مشاركات أخرى عديدة لنا، ونوه في ختام حديثه إلى النشاطات الدائمة التي يتم تقديمها بشكل دائم ضمن مكتب جمعية أسرة الطفل من دورات رسم وشطرنج ودورات تقوية وكلها شبه مجانية.
والتقينا الممثل عبد الله عليو الذي أخذ دور الثعلب في المسرحية فقال: يسعى مسرح الطفل لإخراج الأطفال من الظروف القاسية التي يعيشونها خلال الحرب والأزمة الاقتصادية عبر إدخال الفرحة إلى قلوبهم، نحن دورنا أن نوصل الجانب الإيجابي مؤكداً: مازلنا قادرين على العطاء ورسم البسمة على وجه الطفل.
كما والتقينا بعض الأطفال الممثلين في المسرحية منهم: حنا خوري، سارة عميري، جنى صليبي، زينب منون، كريم صليبا، زينب ماضي، والذين حدثونا عن سعادتهم الغامرة بالمشاركة بهذه المسرحية حيث رسموا البسمة على وجوه الأطفال الذين جاؤوا لمشاهدتهم في كل المناطق والقرى التي زاروها وعرضوا فيها، وتوجهوا بالشكر للمخرج هاني محمد الذي فتح الآفاق أمامهم ودعمهم لممارسة هواية التمثيل المفضلة لديهم.
سناء ديب