حسن أحمد: التنوير ليس ترفاً وإنما نحتاجه كاستمرارية

الوحدة 26-1-2021  

 

 من الإصدارات المميزة لاتحاد الكتاب العرب دمشق 2020 لجمعية البحوث والدراسات  هو كتاب (استعصاءات التنوير العربي بين المأزق والمخرج) للأستاذ حسن إبراهيم أحمد، وهو عضو في اتحاد الكتاب العرب جمعية البحوث والدراسات، مجاز لغة عربية ومدرس متقاعد، له (25 مؤلفاً)، إضافة إلى مئات الأبحاث والمقالات في المجلات والصحف ومنها في جريدة الوحدة، وبمناسبة كتابه الجديد كانت لنا معه هذه الوقفة وضعنا فيها بجو الكتاب ومضمونه فقال:

جاءت فكرة كتابي من شعار الدورة السابقة لاتحاد الكتاب والتي حملت عنوان (ثقافة التنوير)، استفزني هذا الشعار، مع احتجاجي عليه، لأننا بعد (200) عام أو أكثر من الانخراط في التنوير لا نزال لم نتنور، بمعنى أننا لا نزال نعود إلى طوائفنا ومذاهبنا وقبائلنا وعشائرنا وعائلاتنا في حلول قضايانا والتعاطي مع أمور حياتنا، والدليل ما جرى في بلدنا في الآونة الأخيرة.

فمع انتشار القوى التقدمية في الوطن العربي، لانزال نشجع العشائر على أن تأخذ دورها في إنقاذ هذه القوى، علماً أن هذه الانتماءات  السابقة (مذاهب، طوائف،….) هي انتماءات رجعية في عرف القوى التقدمية، فمثلاً لا تزال المرأة والرجل والعائلة اليوم تلجأ إلى الأساليب اللاعقلانية كقراءة الحظ والأبراج وفك السحر لتحكم حياتها، ولا نزال نأتمر بأوامر رجال الطوائف والعشائر، لكل هذا جاء كتابي وبالعودة للحديث عن الكتاب يقول أ. أحمد: يبدأ هذا الكتاب بالمقدمة عن أن التنوير ليس ترفاً، بل هو قضية أساسية لا يمكن الاستغناء عنها للخروج من الاستعصاء ودخول العصر. فكيف ندخل العصر الحديث بعقل قديم؟.

 يبين الكتاب ويشرح لمعنى المصطلح أولاً ما هو التنوير؟

ويشير إلى الحاجة إلى التنوير كاستمرارية، وليس كمرحلة آنية لفترة وتنقضي.

التنوير هو حراك اجتماعي يعني الثورة على العوائق العقلية، وعلى كل ما يعيق العقل من أن يأخذ دوره.

 ويتابع أ. حسن أحمد الشرح لفصول الكتاب الخمسة فيقول:

– الفصل الأول في الكتاب يتحدث عن (الأسس التراثية للتنوير العربي).

– الفصل الثاني(التنوير وأزمة المجتمعات العربية).

 ويتناول الفصل كل أنواع الأزمات الاجتماعية، والاقتصادية.. إلخ، وخاصة عدم القدرة على الخروج من قيم المجتمع الأهلي وهذا المجتمع الأهلي يعني الطوائف والمذاهب والقبائل والعشائر والعائلات.

 – الفصل الثالث (التنوير والفكر السياسي) ويطرح السؤال: هل أصبح فكرنا السياسي فكراً متنوّراً أو يساير التنوير؟ أم أنه يستجيب للرغبات والمصالح الشخصية والانتماءات الما قبْلية؟

– الفصل الرابع (الثقافة وبعد) بمعنى دور الثقافة في تمكين التنوير، وأن تستهدي الثقافة بالعقل من أجل تمكين ثقافة الاختلاف والتأسيس المعرفي لمجريات حياتنا.

 وفي الفصل إشارة إلى الانقطاع عن التنوير الذي بدأ قبل مرحلة من القرن العشرين.

 – الفصل الخامس والأخير يتحدث عن: لا تنوير دون مشاركة المرأة والانتقال من ثقافة الجسد إلى ثقافة العقل. المرأة اليوم تحت الحراسة الدينية والمرأة ترتبط تخلفاً وتقدماً بمجتمعها فالمجتمع المتخلف يعني امرأة متخلّفة والمجتمع المتقدم يعني امرأة متقدمة.

 خلاصة القول يتابع أ. أحمد تمكين المرأة وتحميلها مسؤولية ما تقوم به من أفعال ومصير المقاربة الذكورية لحرية المرأة واخراج المرأة من الارتهانات السابقة لزوجها، لعائلتها، لمجتمعها، وأهم ما يخرجها إلى التنوير أخيراً هو الانخراط في العمل المنتج، وأن تكون قادرة على التأثير في مجتمعها، التنوير أولاً وأخيراً هو مواجهة مع تخلف العقائد التي يرعاها العقل الموروث، وترسيخ العقلانية والمشاركة العلمية والعملية، وربط التنوير بالواقع.

مهى الشريقي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار